الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم القائل في كتابة الكريم (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آلة وصحبة وسلم الذي كان خير معلم أمر بالعلم فقال (العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة) أخواني وأخواتي التدريسيين والمعلمين يطيب لي في ذكرى اليوم العالمي للتعليم المصادف 24 كانون الثاني , إن اسطر كلمات الشكر والعرفان لكم لما أفنيتموه من دور مخلص في تعليم العلم النافع والمعرفة الجامعة ففي هذا اليوم يعترف العالم بفضلكم وينتهز الطلاب فيه الفرصة للتعبير عن حبهم وامتنانهم بعطائكم اللامحدود الذي أخرجهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم والمعرفة …
أخواني وأخواتي التدريسيين والمعلمين انتم القدوة للنشأ والمربون في ميدان التربية والمحترقون كالشموع لتنير طريق الآخرين بالعلم والأخلاق انتم من أعطى وأجزل العطاء وسقى وروى مدارسنا وجامعاتنا بالعلم والثقافة فأزهرت عقول عند ناشئتنا وأثمرت نورا” من عند أبنائنا … انتم من ضحى بوقته وجهده فصرتم مثالا” يحتذى به وهاديا” يرتجى إلية في المعرفة فهنيئا” لكم هذه المكانة العالية الرفيعة منكم تعلمنا إن للنجاح قيمة وللتوفيق معنا … ومنكم تعلمنا كيف يكون التفاني والإخلاص في العمل…
إخواني وأخواتي الاحتفاء بهذا اليوم يختلف عن غيرة من الأعوام السابقة فبسبب ظروف جائحة كورونا وتماشيا” مع تطبيق الإجراءات الاحترازية الصحية ارتأينا إن نحتفل معكم هذا العام عن بعد وكلنا أمل إن تزول هذه الغمة عن العالم أجمع وتعود الحياة إلى طبيعتها قريبا” بحول الله وقوته , ففي وسط هذه الجائحة التي تعصف بالعالم ها هو الأستاذ الجامعي والمعلم المربي كما عودنا دائما يسطر معاني البذل والعطاء في عمل لا ينقطع وجهدا” لا يتوقف فهكذا هم في رحلة التفاني مهما تبدلت الأحوال وعصفت الملمات يبقون دائما” نجوم في سمائنا تستنير بهم الأجيال الجديدة وتقتدي بهم … لذا يحتفل العالم اليوم ونحتفل معكم أيضا” تحت شعار (إنعاش التعليم وتنشيطه لدى الجيل الذي يعاني من جائحة كورونا) باعتباركم أصحاب القيادة في وقت الأزمات بوضع تصور جديد للمستقبل حيث يواجه التعليم في العالم اجمع تحديا قاسيا سببة جائحة كورونا وقد أثبتم إنكم قادة وقدوة في وقت الأزمة حيث انطلقتم بعملكم في نشر العلم والمعرفة غير مبالين بمخاطر الوباء حاملين على عواتقكم مسؤولية سامية أمنتم بأهميتها وكلنا على ثقة تامة بكم في أدائها على الوجه الأكمل ولا أبالغ حين أقول ان دوركم كان وما زال وسيبقى جوهريا” وحاسما في توفير البيئة التعليمية المناسبة لطلابنا وطالباتنا فلكم منا كل الشكر والعرفان …
كما وأوصي الكوادر التعليمية باستشعار عظيم المسؤولية الملقاة على عواتقهم وقدسية الرسالة التي يحملونها والتفاني في الأداء والسعي إلى التطوير المستمر فالدولة كلها تعقد عليهم الآمال في تخريج أجيال صالحة مخلصة وفي تعزيز الأمن الفكري وتحصين أبنائنا وبناتنا من الأفكار الهادمة والآراء المتطرفة المخالفة للشرع والعقل من خلال تركيزنا على جودة التعليم والبحث العلمي وريادة الأعمال وتهيئة الخريجين من خلال تنمية مهاراتهم وقدراتهم على التعلُّم وتسليحهم بالمعرفة ؛ ليصبحوا قادة الوطن في المستقبل …
وأخيرا” أوجه كلمتي إلى أبنائنا من الطلاب والطالبات وأقول لهم لا تنسوا دور معلميكم وأساتذتكم واشكروهم وقدروهم وبادلوهم ودا بود ووفاءا” بوفاء لأنهم اليوم وفي هذه الظروف الاستثنائية هم أهل لتقديركم واحترامكم وثنائكم أكثر من أي وقت مضى .