رسالة ماجستير في جامعة ميسان كلية التربية تناقش( المباحث اللغوية في شرح الفصيح لابن خالويه ((ت 370 هـ)) .
ناقشت رسالة الماجستير في قسم اللغة العربية /كلية التربية /جامعة ميسان ( المباحث اللغوية في شرح الفصيح لابن خالويه ((ت 370 هـ)) تقدمت بها طالبة الدراسات العليا /فرع اللغة (انوار عبد علي جبار البلعوطي)وباشراف الاستاذ الدكتور رضاته حسين صالح.وقد هدفت الدراسة الى الكشف عن اهمية كتاب شرح الفصيح لابن خالويه – الإمام اللغوي الجليل أبو عبدالله الحسين بن أحمد – فهو من الجواهر التي ترصع بها تراثُنا القديم, فقد ترك لنا علماء العربية الفضلاء من نضح جبينهم ما تركوا من آثار نفيسة لخدمة اللغة العربية, واهتم اللُغَويون منذ أواخر القرن الأول الهجري بفصيح اللغة وإبرازه؛ لارتباطه بلغة القرآن الكريم, فأجهدوا في دراسته وتحديد معالمه ووضع معاييره, صيانة للسان العربي من الانحراف والإعوجاج, وصيانة مفرداتِها من اللحن والخطأ, اللَّذين تفشيا بعد دخول الكثير من الأعاجم إلى الدين الإسلامي الحنيف, فصاروا جزءاً من المجتمع الإسلامي, فقد التجأ منهم إلى التمسك باللغة العربية؛ من أجل قراءة القرآن الكريم من دون لحن ومن أجل فهم الدين الحنيف, وتيسيرِ أمورهم ومعاملاتِهم وحياتهم؛ لذلك حدث التداخل في استعمالهم للألفاظ العربية, فصار كثير من الناس يجانبون الصواب ويحسبون أنهم مصيبون وهم من أهل اللغة, وكثير من أهل العامة يصيبون وهم لا يشعرون, لذا فمنهم من يصيب ومنهم من يخطئ .وبعد أن أدرك علماء العربية هذا الالتباس والخلط, تصدوا له بالتأليف في فصيح الكلام, وبيَّنوا ما لم يوافقْه؛ لذلك ظهرت المؤلفات التي عُنِيت بتطبيق الضبط والمقياس الصوابي على مفردات اللغة, فقًوموا لها أبنيتِها التي تمثل الفيصل على فصاحتها, وبيَّنوا دلالاتِها وما قد تتحمله من الأوجه, وفسَّروا ظواهرها, واعتنوا بغريبها, جاعلين الضابط والفيصل وراء ذلك ما ورد من فصيح كلام العرب, وفي مقدمته القرآن الكريم, والشعر العربي الفصيح, وغيرهما من الشواهد الفصيحة التي كانت المعيار في صحة المبنى وسلامة المعنى .وقد اقتضت طبيعة المادة ان يكون البحث في أربعة فصول تسبقها مقدمة, وتمهيد, وتلت هذه الفصول الخاتمة ونتائج البحث, ثم قائمة المصادر والمراجع .وتناولنا في التمهيد حياة ابن خالويه, اسمه, ونسبه, ونشأته, وأيضاً ثقافته المتمثلة في شيوخه, وتلاميذه, ومؤلفاته, ومذهبه النحوي, وكتابه شرح الفصيح ودرسنا فيه : نسبته, وقيمته العلمية, وهذا الجانب الأول من التمهيد, ولم نطل فيه؛ لكونه قد أفاض فيه من سبقنا من الدراسات, وما زخرت به كتب التراجم والمؤلفات الأُخر. والجانب الثاني من التمهيد, تناولنا فيه التعريف بالفصيح, والشروح التي عليه, ومن بينها شرح الفصيح لابن خالويه, ولم نذكر كتب الشروح؛ لكون الدراسات السابقة قد أفاضت في تبيانها وذكرها. أمَّا فصول البحث فقد رتبتها الباحثة بحسب المستويات اللغوية, فكان الفصل الأول في : المباحث الصوتية, وانتظم في أربعة مباحث : فكان المبحث الأول في : الهمزة تسهيلها وتخفيفها, أمّا المبحث الثاني فكان في المماثلة وتمثل في الإبدال والإدغام, أمّا المبحث الثالث فكان في المخالفة, في حين كان المبحث الأخير في : الإتباع وفيه : الإتباع اللفظي, والإتباع الحركي, مع أنَّ هذا المبحث لا يتناسب في حجمه مع المباحث الأُخر إذ كان أقلها.وتناولت الباحثة في الفصل الثاني المباحث الصرفية, و تمثل في أربعة مباحث : فكان المبحث الأول في جانبين هما : أبواب الفعل وأوزانه, وفعل وأفعل, أمّا المبحث الثاني ففي المصادر, والمبحث الثالث عن المشتقات, أمَّا المبحث الرابع فكان في موضوعات متفرقة وهي : الجمع بأنواعه, والنسب, والتصغير, والتذكير والتأنيث, والقلب المكاني, ويُعدُّ أطول الفصول؛ انسجاماً مع طبيعة مادة الفصيح؛ لأنَّ أكثر أبوابَه كانت صرفيةٌ, ولكن لا يخلو الكتاب من المباحث اللغوية الأُخر الصوتية, والنحوية, والدلالية, لكن الطابع الغالب هو الطابع الصرفي؛ لذلك غلبت المباحثُ الصرفية على سائر المباحث الأُخر. وكان الفصل الثالث في المباحث النحوية, وتمثل في ثلاثة مباحث : المبحث الأول في : الأفعال, وقد ضمَّ موضوعات متنوعة, والمبحث الثاني في الأسماء, وكان المبحث الثالث عن الحروف والأدوات.وجاء الفصل الأخير عن المباحث الدلالية, وانتظم فيه ثلاثة مباحث : المبحث الأول الدلالة والتطور الدلالي, والمبحث الثاني العلاقات الدلالية متمثلة بالترادف, والمشترك اللفظي, والأضداد, والتقابل الدلالي, والفروق اللغوية, وختمنا كلَّ علاقةٍ جدول بالألفاظ الدلالية التي ذكرها المُؤَلِف تندرج تحت علاقتها الدلالية أتبعنا في ترتيبها حسب ورودها في صفحات الكتاب, والمبحث الثالث تناول المُعرَّب, مع أنه اقل حجما من سابقيه حيث زخر الكتاب بالألفاظ المترادفة والمتفقة لفظاً والمختلفة معنى. وفي الخاتمة أجملنا أهم النتائج التي توصلنا إليها وأهمهُا:1- يُعَدُّ شرح الفصيح لابن خالويه ذخيرة لغوية وثقافية كبيرة؛ لأنه يضم مباحث لغوية مختلفة، ولم يترك جانباً من جوانب اللغة إلاّ وكان له نصيب فيه، وقد أدلى دلوه فيه ، فالكتاب زخر بالمسائل الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية .2- تباينت طرائق ذكره المسائل اللغوية, فأحياناً يفصل القول فيها, وأحياناً أخرى جاءت مختصرة وموجزة, مما أدى بالباحث أنْ يرجعَ إلى ما قاله اللغويون في هذه المسألة أو تلك؛ لتتضح المسألة ونلمَّ بجوانبها المتعددة .3- كشف البحث أنَّ منهجه قائم في أكثر الأحيان على الاستطراد, فعلى الرَّغم من أنَّه سلك سبيل الاختصار والايجاز في تناوله بعض المواد اللغوية, إلا أنَّنا نراه يربط المادة اللغوية ببعض المسائل الفقهية, التي يرى أنَّه من الضروري الإشارة إليها, وكأنَّك أمام مسألة فقهية أو دينية .