رسالة ماجستير في كلية التربية جامعة ميسان تناقش الغدر في بلاد الاندلس92-481هدراسة تأريخية
ناقشت رسالة الماجستير في كلية التربية جامعة ميسان الموسومة (الغدر في بلاد الاندلس92-481ه
دراسة تأريخية)
للطالبة (زهراء جواد كاظم)
بإشراف الأستاذ الدكتور ( قاسم عبد سعدون الحسيني)
تضمنت الرسالة الغدر في بلاد الأندلس يعد موضوعاً ذا أهمية كبيرة والذي لم يتم دراسته بشكل مستقل من قبل الباحثين. وإن دراسته تُساعد الباحث على الاطلاع والوقوف على الكثير من الآثار السلبية التي خلفتها هذه الظاهرة السيئة في الدولة والمجتمع الأندلسي. فقد كان للغدر شأن واضح في الإضرار بالدولة بشكل عام، وبشؤون المجتمع الأندلسي بشكل خاص، حيث مارسه البعض من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية الضيقة.
بينت الرسالة التعرف على جوانب مختلفة من الحياة السياسية والاجتماعية في الأندلس. فمن خلال فهم طبيعة التفاعل الاجتماعي وديناميكيات الطبيعة البشرية، يمكننا تطوير المجتمع والنهوض به إلى واقع أفضل، بعيدًا عن الغدر والحقد والحسد والظواهر السلبية الأخرى. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الدراسة تسلط الضوء على مظاهر المعاملة التي كانت تصدر من السلطة الحاكمة وأصحاب القرار في التعامل مع حالات الغدر والغدارين.
وقد توصلت الرسالة الى عدة استنتاجات منها:
1-لقد تعددت أسباب ودوافع الغدر فهناك الأسباب السياسية كالرغبة في الحصول على السلطة أو تولي بعض المناصب، فضلاً عن الدوافع المذهبية، والاجتماعية، والشخصية المتمثلة بالغيرة والحسد والطمع وهي ذات النسبة الأعظم مقارنةً مع بقية الدوافع، وكُشف أن أغلب الغدر كان مبني على الكذب والتلفيق وعلى أمور لا أساس لها من الصحة.
2- أتضح لنا أنه لم يسلم من عمليات الغدر حتى أصحاب أعلى المناصب في الدولة سواء كانوا من الولاة أو الحجاب أو القادة العسكريين، فضلاً عن الوزراء والقضاة والكتاب والفقهاء والمؤرخين والشعراء الأدباء والفلاسفة والمنجمين، بل وأبناء الأمراء والخلفاء و بعض أقربائهم.
3- ان الغدر السياسي في الأندلس ظاهرة معقدة لها جذور عميقة تعود الى عوامل عدة إذ كان الصراع على السلطة والنفوذ يسبب منافسة شديدة بين الأسر الحاكمة والقادة العسكريين على السيطرة على الحكم في الأندلس. هذا الصراع دفع البعض إلى الغدر والتآمر ضد بعضهم البعض للإطاحة بالخصوم. اما الانقسامات الداخلية هناك انقسامات عرقية ومذهبية داخل المجتمع الأندلسي، مما خلق بيئة مناسبة للخيانة والانقلابات السياسية. في حين كان للتدخل الخارجي دور إذ سعت بعض القوى الخارجية كالممالك النصرانية في شمال شبه الجزيرة الإيبيرية إلى التدخل في الشؤون الداخلية للأندلس وتأجيج الصراعات من أجل إضعافها.و انتشار ظواهر الفساد والاستغلال السياسي والمالي بين بعض القادة، مما أدى إلى انعدام الثقة وتفشي الخيانة، هذه العوامل مجتمعة ساهمت في جعل الأندلس بيئة خصبة للغدر السياسي الذي أضعف وحدتها وأسرع في انهيارها النهائي