مناقشة رسالة ماجستير في قسم اللغة العربية
رسالة ماجستير في جامعة ميسان تناقش(تمثلات الذات والآخر في الشمس التي وراء القمة لنازك الملائكة)
بحثت في جامعة ميسان /كلية التربية رسالة الماجستير الموسومة : (تمثلات الذات والآخر في الشمس التي وراء القمة لنازك الملائكة) والتي تقدمت بها طالبة الدراسات العليا( هيلين عبد الجبار غيدان) وبإشراف الاستاذ المساعد الدكتور(علي عبد الرحيم كريم)
تهدف الرسالة الى استكشاف اهتمام نازك بالمرأة وقضاياها وتحررها، والدفاع عن حقوقها، ولشدة تعمقها في تلك القضية تنبه نازك إلى جزئيات مصغرة جوهرية، وتسلط الضوء عليها، لتكشف زيف التحرر المبهرج الخداع الذي توهمت المرأة العربية أنها قد نالته، رفضت نازك المرأة والشاعرة التقاليد الاجتماعية الصارمة وخاصة منها ما يخص المرأة وحريتها. إن موضوع ثنائية الذات والآخر يعُد موضوعاً نقدياً معاصراً تناولته الدراسات الاكاديمية الحديثة؛ لما يتميز به من خصائص ذات جمالية وأهمية. بنية البحث ارتكزت على دراسة ـــ الذات والآخر في المجموعة القصصية “الشمس التي وراء القمة” ـــ فلا يمكن أن ندرس الذات بمعزل عن الآخر والعكس صحيح؛ لأنّ الآخر يؤدي دوراً حاسماً ومؤثراً في معرفة هوية الذات، كذلك هو دور الذات في معرفة هوية الآخر، فوجود أحدهما دون الآخر لا يمكن أن نلحظه داخل النص الأدبي، فهما مكملان لبعضهما البعض. هاتان الثنائيتان شغلتا الباحثين والنقاد لكونهما تسلطان الضوء على العديد من الزوايا الغير مرئية و الكامنة في أعماق اللاوعي.
يمثل الآخر مرآة للذات ويرتبط معها بعلاقة تجلي كوامنه على مختلف المستويات (الثقافية، والاجتماعية، والحضارية، والأيدولوجية، والسياسية)، هذه العلاقة تنبني على أساس أن الذات هي المرتكز الرئيس لحركة الفكر والثقافة عموماً، وهي الجذر, والمنطق السليم, بينما الآخر يبقى مجرد الظل لها، وهو فرع منها، والعلاقة الجدلية بين الذات والآخر تتسم بالديمومة، فقد تسيطر الذات على الآخر، أو تهمشه، وهي علاقة مبنية على تثنية الأشياء، والتضاد القائم بينهما، واستحالة دمجهما.
حاولت هذه الدراسة الكشف عن الجوانب الكامنة في بواطن نصوص المجموعة القصصية للملائكة من خلال التحليل المعرفي لقطبي الاشكالية “الذات والآخر”، علنّا نتمكن من إضافة ما جديد ونافع في مسيرة الأدب الحديث.
تضمنت الرسالة دراسة الإبداع القصصي لنازك الملائكة وهذه الدارسة تُعد التجربة الأولى التي يتم فيها رصد تجليات الذات والآخر في مجموعتها القصصية “الشمس التي وراء القمة”، لاسيما أنه حدث فني عربي وعراقي لم يتكرر في تأريخ الأدب العربي الحديث ولم ينل المقدار المناسب من الدراسات الأكاديمية العراقية، وللرغبة في اكتشاف ودراسة وتحليل مكونات هذه المجموعة القصصية من جانب (الذات والآخر وتجلياتهما الثنائية) التي تتفاعل في النص.
وبينت الدراسة الاشكاليات التي يطرحها البحث والتي سنحاول الاجابة عنها هي: –
- ما المقصود بالذات والآخر وما دورهما في البناء القصصي؟
- كيف تمظهرت جماليات هذه البنية في المجموعة القصصية ؟
- ما هي ابرز التقنيات الفنية التي استخدمتها القاصة في مجموعتها؟
- ما هي طبيعة الخلفية الثقافية التي نشأت عليها القاصة وأثرت في تكوينها واسلوب كتابتها؟
- كيف وظفت القاصة المكان والزمان والأنسنة بطريقتها الخاصة في النص؟
- كيف وظفت ثيمة الحياة والموت والفرح والحزن والتمرد والاستكانة في المجموعة القصصية.
اختتمت الرسالة بعدة نتائج منها : مثلت هذه المجموعة تمرد الملائكة على ذاتها الشاعرة وتبنيها الآخر من خلال ولوجها الى عالم القصة، ولذات القاصة المتألقة أثر غير قليل في إنتاج المجموعة القصصية التي تمثل صورة ذاتية للقاصة، على الرغم من إختفاء ضمير المتكلم وحلول ضمير الغائب بدلاً عنه، فإن اهتماماتها الأدبية وطموحاتها وأهدافها التي كتبت عنها ونظمت فيها تكشف عن صاحبتها. وشهدت المجموعة القصصية لمحات واضحة عن الذات الأنثوية، ؛ إذ ابتكرت أسماء شخصيات انثوية ومنحتها الحيز الأكبر في تسيير أحداث ومشاهد القصص. وحملت كل قصة من قصص المجموعة رمزية خاصة بها ربطتها مع فترة زمنية أو تجربة مرت بها القاصة وكما يأتي: قصة ياسمين: رمزت الى الغربة التي عاشتها القاصة خلال إقامتها في أمريكا والتي تحولت إلى إغتراب بعد وصولها إلى مرباها في بغداد فصارت تنظر إلى افراد اسرتها بمنظار يختلف عما كانت عليه قبل سفرها. قصة ظفائر السمراء عالية: رمزت إلى صفحة من صفحات حياتها في عهد الصبا المبكر وارتباط ذات القاصة ببيت العائلة.قصة منحدر التل: رمزت للاغتراب السياسي في حقبة الأربعينيات من القرن العشرين التي تزامنت مع نكبة فلسطين. قصة رحلة في الأبعاد: …