كلمة رئيس القسم

أفتتح قسم التأريخ مع تأسيس الكلية في العام الدراسي 1999-2000 ، يهدف هذا القسم إلى إعداد خريجين حاصلين على شهادة البكالوريوس آداب في التأريخ ويتم إعدادهم أكاديمياً وتربوياً ليكونوا مؤهلين لتدريس مادة التأريخ بصورة خاصة والمواد الاجتماعية بصورة عامة في المدارس الثانوية ، كما يهدف إلى تعزيز تراث الأباء والأجداد واعتبارهم مظهراً حضارياً موافقاً للمرحلة التأريخية وتعريف الطلبة بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة وتقدير الدور الحضاري المميز للعرب وتأثيرهم في نهضة أوربا الحديثة والمعاصرة والتحصين ضد الدعوات الرامية إلى إعتبار التراث القديم منفصلاً عن التراث العربي الحديث بل هو جزء منه .

اما برنامج عمل قسم التاريخ من ضمن كلية التربية فهو احد فروع الدراسات الاجتماعية التي تهتم بدراسة الاحداث والتفاعلات والعلاقات الماضية بين الانسان وبيئته ، بل انه يعبر عما يمر به المجتمع من ظروف وإحداث على مر العصور و لقد ادركت الدول المتقدمة منها والنامية على السواء ان التاريخ وهو بمنزلة الذاكرة بالنسبة لها ، ترجع اليه للاستفادة من الدروس والتجارب والخبرات التي يحتويها . ولقد ادركت تلك الدول ايضا ان التاريخ لم يعد مجرد مجال يستمتع القارئ بقراءة احداثه وعلاقاته وقصصه وانما هو قبل هذا كله رصيد من الخبرة له وظائف عديدة ويمكن توظيفه لبناء المواطن عقليا ووجدانياً.
فالتاريخ كمادة يمكن ان يشترك مع غيره من المواد الاخرى في تحقيق العديد من الاحداث التي نرجو تحقيقها مثل القدرة على التمييز بين الرأي والحقيقية والتأكد من صدق المصادر , والقدرة على التفسير الذكي للوقائع والاحداث والتحليل والتركيب وإصدار الاحكام وغيرها من المهارات كما ظهرت في الاونة الاخيرة كثير من النداءات التربوية التي تطالب بضرورة تحسين التدريس وتطويره
من خلال التدريس في ضوء نظريات التعلم والنمو العقلي والمعرفي , حيث ان تلك النظريات و ما انبثق عنها من استراتيجيات معرفيه تعد اكثر تأثيرا على فاعليه التعليم ، لما تلعبه من دور في عمليات التعلم والتذكر والتفكير وحل المشكلات ، خاصة وان كتساب المعرفه اليوم لم يعد غاية ما تسعى اليه التربية بل اصبح المهم هو توظيف هذه المعرفه في المواقف المختلفة الاستخدام الجيد لمكوناتها ، ومساعدة المتعلمين على التفكير والبحث والتأمل فيما حولهم ، لمعرفه الحقيقة , وتشجيعهم على تكوينها المعنى لما يدرسونه عن طريق ربطه بخبراتهم السابقة، وفي سبيل البحث عن مداخل وأساليب جديدة وتناول جديد لمناهج التاريخ يمكن من خلالها تنميه مهارات التفكير تبرز النظريه البنائيه باعتبارها الاحدث نسبيا لما عرف من مناخ في العمليه التعليميه نتيجة للتحول التربوي في العقدين الماضيين من تركيز على العوامل الخارجية الموجودة في البيئة التعليمية للطالب كالمعلم والمدرسة والمحتوى الى التركيز على العوامل الداخليه التي تؤثر في هذه التعليم التي تصيب التركيز على ما يجري داخل العقل المتعلم قدرته على الفهم ومعالجه المعلومات ودافعتيه وانتباهه وأنماط تفكيره وكل ما يجعل التعليم ذا معنى كما ركزت على كيفيه تشكيل معاني المفاهيم التي يكتسبها المتعلم ودور الخبرة السابقة في تشكيل هذه المعاني
والبنائية تعنى عمليه البناء المعرفي التي تتم من خلال تفاعل الفرد مع ما حوله من الاشياء والأشخاص وان فكرتها ليس حديثة اذ يمكن ملاحظه الاتجاهات نحو النظريه البنائيه من خلال اعمال كلمنا ( سقراط وافلاطون وارسطو) والذين تحدثوا عن تكوينها المعرفي

النظريه البنائيه للعالم السويدي بياجيه (1896) م لمفهومها وفلسفتها وما تحويه من افكار تربويه تقدم تعلما افضلا وفعالاً، ومن المفروض تطبيقها في العلوم المختلفة الانسانيه والتطبيقية ، والبنائية تركز بالاساس على ما يجري داخل عقل المتعلم حينما يتعرض لموقف تعليمي، وتؤكد على ان كل ما يبنى بوساطة المتعلم يصبح ذا معنى له ، وهذا يعني ان المدرس لابد ان يبني لنظريته في التدريس فالنظرية ستساعده حتما على تنظيم تصور مسبق ورؤية واضحة في العمليه التعليمية فضلا عن اهميتها في مساعدته على تحليل العمليه التعليميه وتوقع نتائجها وتحقيق اهدافها.

مبادئ النظريه البنائية :-
تركز النظريه البنائية على عدد من المبادئ الاساسيه يمكن تلخيصها فيما يأتي
1- اعطاء المتعلم تطورات عن الواقع والحياه والبيئة الخارجية المحيطه به
2- عطاء المتعلم الحق في صياغة الاهداف العقليه بنفسه.
3-جعل المتعلم محور العملية التعليمية- التعلمية واعطاؤها الأثر الايجابي فيها
4- تزويد المتعلمين بتغذيه راجعه فوريه .
سمات الصف البنائي
1- المتعلمون يشاركون في نشاط
2-البيئة ديمقراطية
3- الانشطة تفاعليه ومتمحوره حول الطالبة
4- المعلم يُسهل عمليه التعلم بحيث يتم تشجيع الطلبة على تحمل المسؤولية والاستقلال ذاتيا.
وهناك بعض الانشطة المشجعة في الصفوف البنائيه هي :-
1- المشاريع البحثية
2- الرحلات الميدانية
3- النقاشات الصفية.