ورشة عمل في كلية العلوم السياسية بجامعة ميسان حول “المعلوماتية سلاح ذو حدين في المجتمعات”

نظّمت كلّية العلوم السياسية بجامعة ميسان وبالتعاون مع وحدة التواصل الاجتماعي، ورشة عمل عن المعلوماتية ودورها في المجتمع، ويقصد بالمعلوماتية هي الكم الهائل من المعلومات التي تدفّقت من خلال تاريخ يمتد الى خمسة مراحل في تاريخ البشرية، ابتداءا بالتفاهم البشري والاستيطان، ومرورا باختراع الكتابة، ومن ثم الطباعة، ووصولا الى التطور التقني، للفاكس والاقمار الصناعية، وانتهاء بالثورة الالكترونية التكنلوجية في العصر الحديث، التي تلاشت فيها محددات الزمان والمكان، واصبح العالم بفضلها قرية صغيرة.

وتطرّقت الورشة الى منعطف كبير للتطور العلمي والتقني، الذي شمل الطب، والتعليم والمواصلات، وكل مجالات الحياة بفضل الاعتماد على الذاكرة الرقمية وانتشار الافكار عبر الانترنت، وساعد ذلك في امتداد الثقافات وتمازجها وتطلع الفرد للارتقاء الى تجاوز الحدود، والفضاء السيبراني، بقدر ما كان عاملا مذهلا في التطورات العلمية، الا ان الحد الثاني لهذا السلاح بانعكاس سلبياته على البشرية، من خلال انتشار الجريمة الالكترونية التي كانت سهلة التوجيه وصعوبة السيطرة عليها، وامتدت الى جرائم المتاجرة بالبشر وغسيل الاموال وتجارة المخدرات عبر العصابات الاجرامية،

كما تناولت الورشة ظهور الحرب الباردة الالكترونية، التي امتدت بسرية بين الدول، واصبح لاغلب الدول وحدات الكترونية تهاجم الدول الصديقة والعدوة لها، وتتغلغل الى اجهزتها الامنية والاقتصادية، مسببه لها دمار كبير وخسائر اقتصادية، هائلة. واضحت الحرب السيبرانية بديلة للقوة الصلبة التي سادت الحروب التقليدية، وعلى سبيل المثال: مافعله الروس في استونيا عندما عطلوا الحياة العامة فيها وسببوا دمارا هائلا لها في عام ٢٠٠٧.

وهدفت الورشة الى استعراض كل هذه الحيثيات، حيث اقيمت الورشة في يومي ١٢و١٣من هذا الشهر ” اكتوبر” وتطرقت كذلك الى الاساليب والخطوات التي اتبعتها الدول في التعاون المشترك لمجابهة الارهاب الالكتروني، وقد قنن هذا التعاون في مجموعة اتفاقيات وضعت استراتيجيات موحدة لدرء الارهاب والجريمة الالكترونية.