اقامت كلية العلوم السياسية في جامعة ميسان، ندوة علمية بعنوان: رؤية لإخراج العراق من دائرة الصراعات الدولية والإقليمية في إطار القانون الدولي العام، ألقاها الدكتور ” محمد طعمه جودة ” المختص بالقانون الدولي العام ومعاون العميد للشؤون العلمية في الكلية، وذلك يوم الثلاثاء الموافق ١٩ / ٤ / ٢٠٢٢ في تمام الساعة ٩ مساءا بتوقيت بغداد .
وتهدف الندوة إلى طرح رؤية في إطار القانون الدولي العام من أجل إخراج العراق من دائرة الصراعات الدولية والإقليمية، في ضوء قواعد ومبادئ هذا القانون وتجارب الدول التي سبقته في اعتناق عقيدة الحياد الدائم كسويسرا وتركمانستان.
خلصت الندوة إلى أن عقيدة الحياد الدائم التي ينبغي اعتناقها من قبل جمهورية العراق يمكن أن تسهم في تعزيز السلم والأمن الدوليين وتؤدي دوراً هاماً في ظل مواجهة التوتر السياسي والأزمات المتصاعدة في المنطقة، ويمكن أن تشكّل أساس متين لتنمية علاقات وثيقة بين دول المنطقة ودول العالم على أساس الاحترام المتساوي والمتبادل، وتشجيع تسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية على نحو لا يعرض السلم والأمن الدوليين للخطر.
اوصت الندوة بأن هناك خيارات قانونية وديبلوماسية، يمكن من خلالها إخراج العراق من دائرة الصراعات الإقليمية والدولية، وأبرز الخيارات المتاحة هي إعلان حياد العراق الدائم على النحو الآتي:
- ضرورة وضع العراق في حالة الحياد الدائم من أجل الحفاظ على السلام وتأمين التنمية المستدامة فيه؛
- ويحصل ذلك عبر عقد اتفاق دولي متعدد الأطراف تشترك فيه الدول المجاورة للعراق والدول الكبرى، أو عن طريق تقديم مشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، لاعتماده والتصويت على وضع العراق في حالة حياد دائم، أو بقرار منفرد يصدر عن الحكومة العراقية، وفق السياقات الدستورية؛
- وبذلك يستطيع العراق إلزام الدول كافة باحترام حياده وسيادته وسلامته الإقليمية وفقاً لقواعد القانون الدولي؛
- ولا يؤدي هذا الوضع القانوني (الحياد الدائم) بأي حال إلى اعتبار العراق في حكم الدولة ناقصة السيادة، لأن الحياد الدائم لا يؤدي إلى التبعية، والدولة المحايدة (العراق) ليست مضطرة إلى اتباع سياسة نزع السلاح الدائم؛
- إن الفوائد التي سيجنيها العراق من هذا المركز القانوني أكبر بكثير من المكاسب الوهمية التي جناها العراق من حروب لا طائل منها؛ لأنها تضع العراق والدول المجاورة في التزامات متبادلة تؤدي بالنتيجة إلى إخراج العراق من دائرة الصراعات الإقليمية والدولية، وتضمن له مستقبل مستقر ومزدهر.