نشرت ( م.م دعاء رعد محسن) التدريسية في فرع العلوم النظرية في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة بجامعة ميسان مقالة بعنوان(الإنترنت يضعف قدرات العقل البشري والذاكرة )
أكدت البحوث الحديثة أن ذاكرة الإنسان تكيفت مع التكنولوجيا الحديثة وأصبح الإنترنت هو ذاكرتنا الخارجية، فبدلاً من محاولة تذكر معلومة أو حدث ما كل ما علينا هو نقر محرك البحث لتفتح لنا عوالم من المعلومات والدراسات، رغم كل الفوائد التي تصب في صالح سرعة الوصول إلى المعلومة، لكن أضرارا صحية ناجمة عن الاستخدام المفرط للإنترنت قد تدمر بنية دماغنا، ويحذر خبراء من كثرة المعلومات التي توفرها التكنولوجيا الحديثة على صحتنا.
فإذا كنت تقضي وقتا طويلا في استخدام الإنترنت، فإن ذلك يترك تأثيرا سلبيا في دماغك، إذ خلصت دراسة حديثة إلى أن الاستخدام الكثير للإنترنت يغير من طريقة عمل دماغنا، بحيث تصبح الذاكرة ضعيفة ويقل التركيز.
أن الإنترنت يغير بنية وقدرات العقل البشري، إذ يمكن أن يسبب تغيرات مزمنة وحادة في مجالات معينة من الإدراك، مما ينعكس على تركيزنا وذاكرتنا وتفاعلنا الاجتماعي،
وأظهرت نتائج أيضا أن الاستخدام الكثير للإنترنت يؤثر فعليا في العديد من وظائف الدماغ، فعلى سبيل المثال فإن التدفق الكبير للدعوات والإشعارات الصادرة عن الإنترنت تجعل اهتماماتنا مشتتة باستمرار، ويضعف قدرتنا على التركيز في أمر واحد، علاوة على ذلك يوفر لنا الإنترنت وبواسطة نقرة واحدة فقط، كما هائلا من المعلومات وفي أي وقت، وهو ما يغير طريقة تخزيننا وتقديرينا للمعلومات, ولا يقتصر ضرر الإنترنت على البالغين فقط، بل يشمل الأطفال أيضا، وقد حذر العلماء والاطباء من إهمال الأطفال للأنشطة الضرورية لنموهم، مثل العلاقات الاجتماعية والحركة، وانشغالهم معظم الوقت بالأجهزة الذكية.
واليوم هناك مجموعة من التطبيقات والبرامج المتاحة التي يمكن للآباء استخدامها، تساعدهم في التحكم بالوقت الذي يقضيه أطفالهم مع الإنترنت أو هواتفهم الذكية.
علاوة على ذلك، ينصح الخبراءُ الآباءَ بالتحدث باستمرار مع أطفالهم حول تأثير العالم الافتراضي فيهم لتفادي الأضرار التي قد تحدث لهم لاحقا، مثل الإدمان أو التنمر الإلكتروني.
وللتقليل من الأضرار الناجمة عن الاستخدام المكثف للإنترنت ينصح الخبراء بضرورة تنمية الوعي الذاتي وتقليل الأنشطة على الإنترنت خاصة في المساء.
في النهاية بيدك الاختيار هل ستهزمك الذكريات المؤلمة أم ستنتصر عليها وتعيد ترتيبها كما أوصانا محمود درويش حين قال “الذاكرة أيضًا في حاجة إلى من يرتب فوضاه
