رسالة ماجستير في جامعة ميسان تناقش التركيبة السكانية في مصر وأثرها في قوة الدولة
ناقشت رسالة ماجستير في قسم الجغرافية في كلية التربية جامعة ميسان والموسومة (التركيبة السكانية في مصر واثرها في قوة الدولة )
لطالبة الدراسات العليا (انتصار عبد الحسن هداب ) وبأشراف الأستاذ الدكتور (هاشم كاظم صبيخي ) والأستاذ الدكتور (داليا عبد الجبار شنيشل )
وتضمنت الرسالة معرفة خصائص تركيب السكان في مصر من الناحية العمرية والنوعية والاقتصادية والقومية والدينية وتأثيراتها في بناء قوة مصر . وتحليل علاقاتهم الاجتماعية والسياسية وفقاً للجغرافية السياسية والسعي الى معرفة الحلول المناسبة للمشكلات السكانية بسبب تزايدهم وتوزيعهم السكاني غير المناسب . ويهدف الى تقييم الدولة المصرية ودورها في القوة السكانية المصرية . و يعد من أهم المؤشرات في بناء قوة الدولة وحيويتها سواء على المستوى الديموغرافي و الاقتصادي والاجتماعي . وضرورة تقييم القوة السكانية المصرية واسهامها في قوة الدولة ووزنها السياسي ومدى معرفة وتوافق القوة مع خصائص الدولة الجغرافية والوقوف على وضعها السكاني والسياسي في الدولة . وان قياس القوة السكانية تعد احدى ركائز قوة الدولة المصرية .
خلصت الرسالة بان تهتم الجغرافية السياسية اهتماما كبيرا بالمقومات البشرية للدولة بحكم طبيعة العلاقة الوثيقة بين الجغرافية السياسية وجغرافية السكان , ولأن التركيب السكاني يعد أحد المقومات البشرية لقياس قوة الدولة وتحديد أهميتها الجيوسياسية والجيوأقتصادية جاءت هذه الدراسة لبيان التركيبة السكانية في مصر وأثرها في قوة الدولة من خلال الكشف عن التركيبة السكانية للفئات العمرية والنوعية لمصر وتحديد حجم القوى العاملة المصرية ونوعها وعمرها وقدرتها على استغلال الموارد المتاحة وقوتها الانتاجية فضلاً عن تأثيرها في الوزن الجيوبوليتيكي لمصر ومدى انعكاس جميع هذه الخصائص على قوة الدولة من خلال تحليل تلك التراكيب الى ان اغلب التراكيب السكانية أسهمت في تعاظم القوة الجيوسياسية لمصر إذا تتميز الدولة بحجم سكاني كبير يبلغ( 69152640)نسمة سنة 2022 الأمر الذي انعكس على توفير طاقات شبابية قادت على العمل وحمل السلاح . كما أن هناك نسبة مرتفعة من المصريين من المتعلمين والنشيطين اقتصاديًا , الا أن ما يعاب عليها هو سوء توزيع السكان بسبب العوامل الطبيعية المتعلقة بالموارد المائية والمناخ ونسبة كبيرة من مساحة مصر متصحرة , كما أن التركيب القومي والديني لم يكن مؤثرًا سلبياً على استقرار مصر على الرغم من النزعة الدينية المتطرفة التي تعصف بالمنطقة لكنها لم تتأثر بها بصورة كبيرة كونها لا تعاني من تعدد قومي وديني كبير . وإنما تتمتع بنوع من التجانس القومي والديني وبالتالي انعكس على قوة مصر.
وتوصلت الرسالة إلى مجموعة من التوصيات :
1- العوامل الجغرافية الطبيعية اثرت بشكل كبير في تباين توزيع السكان وتتمثل هذه العوامل بمظاهر السطح والمناخ والتربة والموارد المائية وغيرها ، وتتباين هذه العناصر في بيان مدى قوة تأثيراً ها من مكان الى اخر
2- تمتلك جمهورية مصر حجم سكاني كبير وهذا يعني من الناحية السياسية تعد عامل قوة الدولة لكن في نفس الوقت سوء استغلال الموارد والخلل في التنمية الاقتصادية ترتب علية ضعفا في المساهمة السكانية في القوة مما ادى الى ارتفاع نسبة السكان تحت خط الفقر والبطالة وتدني مستوى التنمية البشرية .
3- ارتفاع نسبة النوع في جمهورية مصر يعنى من ذلك وجود قوة عمل قادرة على تطوير الدولة من الناحية الاقتصادية وان ارتفاع نسبة صغار السن يعطي قوة مستقبلية للسكان , وان نسبة البالغون تشكل نسبة مرتفعة من السكان الامر الذي يعني توفر العدد الكافي من السكان في سن العمل وقلة العبء الاقتصادي الملقى على عاتقهم لأعاله فئتي صغار السن وكبار السن . والى جانب ذلك يمثل الشباب نسبة جيدة تقدر بثلث السكان وهي الفئة المحصورة بين (15- 64) وتعد الفئة المنتجة والقدرة على اعالة الفئات الصغيرة والكبيرة فضلا عن كونهم يمثلون حجر الزاوية في القوات المسلحة والقوى الامنية ويمثلون رصيداً جيدا في قوة مصر العسكرية
4- اما من الناحية التعليم وارتفاع نسبة الخريجين والحاصلين على الشهادات العليا مما يجعلها ضمن دعائم القوة السكانية وتطويرها مستقبلا .
5- وحدة الدين والمذهب والارتباط بين سائر القوميات اثرها الواضح في التجانس السكاني ولم يمنع التنوع القومي في تحقيق وحدة سكنية داخلية وانصهار وانسجام سكانية على مر التاريخ