قام قسم علوم القرآن والتربية الإسلامية في كلية التربية جامعة ميسان دورة في علم المنطق لمدة ثلاثة أيام وعلى قاعة الكوثر وبحضور مجموعة من التدريسيين والموظفين بالإضافة إلى طلبة القسم،
تضمنت الدورة محاضرة الدكتور أياد نعيم مجيد. تناول في اليوم الأول بيان سبب تسمية هذا العلم بالمنطق (من النطق الظاهري والباطني)، والتطرق إلى تعريفه. فكما أنّ الصرف والنحو آلة قانونية تعصم مراعاتها اللسان عن الخطأ في النطق الظاهري، فكذلك المنطق آلة قانونية تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ في التفكير. وبعد ذلك تم بيان الحاجة لعلم المنطق في مواجهة وحل مشاكل الحياة المتنوعة.
تطرقت الدورة إلى بيان موضوع المنطق (المعرِّف والحجة):
وموصِل التصور معرِّفٌ والحكم حجةٌ فموضوعاً قفوا
وفي اليوم الثاني تم توضيح الحاجة الرئيسية في المنطق إلى مباحث الحجة التي يحتج بها على الخصم ويستدل بها على المطلوب. والتي تنقسم بحسب إستلزام النتيجة إلى:
التمثيل (الذي هو القياس في الفقه) يفيد الاحتمال؛ لأنّه ينتقل الذهن من خلاله من الحكم على أحد الشيئين إلى الحكم على الشيء الآخر لجهة مشتركة بينهما. والاستقراء وفيه يكون الحصول على حكم كلي بعد دراسة.
2-الاستقراء، والذي يتم فيه استقراء أفراد العينة، ليستنبط منها حكماً عاماً. فالحكم فيه يسري من الجزئي إلى الكلي، (الاستدلال من حال الجزئيات إلى حال الكليات). ولأنّه لا يمكن استقراء جميع أفراد العالم فهو ناقص وظني.
3-القياس: قول مؤلف من قضايا متى ما سلِّم بها لزم عنه لذاته قول آخر (فهو تصديق جازم مطابق للواقع). ويكون فيه الحكم من الكليات إلى الجزئيات، (الاستدلال من حال الكلي على حال الجزئي أو كلي آخر).
بينت الدورة في اليوم الثالث التطرق إلى القياس، وتقسيمه من حيث مادّة القضايا إلى خمسة أقسام، وهي كما يلي:
1-البرهان: فيه مواد المقدمات يقينية، وهي البديهيات (الأوليات، الوجدانيات، الحسيات، الفطريات، الحدسيات، المتواترات، التجربيات). علماً أنّ البديهيات الأولية لا تحتاج واسطة لإصدار حكم، أمّا البديهيات الستة الأخرى فتحتاج واسطة لإصدار الحكم اليقيني عليها. ويفيد البرهان تصديقاً جازماً، وكان المطلوب حقاً واقعاً، فالغرض منه معرفة الحق من جهة ما هو حق واقعاً.
2-الجدل: فيه مواد المقدمات غير يقينية، وهي (المسلمات، المشهورات). ويفيد الجدل تصديقاً جازماً، ولكن لم يعتبر فيه أن يكون المطلوب حقاً، بل المعتبر فيه عموم الاعتراف أو التسليم، والغرض منه إفحام الخصم وإلزامه.
3-المغالطة (السفسطة): فيها مواد المقدمات غير يقينية، وهي ( الوهميات، المشبهات). وتفيد المغالطة تصديقاً جازماً، وقد اعتبر فيه أن يكون المطلوب حقاً، ولكن ليس بحق واقعاً، والغرض منه كبت الطرف المقابل ومغالطته.
4-الخطابة: فيها مواد المقدمات غير يقينية، وهي (المظنونات، المقبولات). وتفيد الخطابة تصديقاً غير جازم، والغرض منه إقناع الجمهور.
5-الشعر: فيها مواد المقدمات غير يقينية، وهي (المخيلات). ويفيد الشعر غير التصديق من التخيل والتعجب ونحوهما، والغرض منه حصول الانفعالات النفسية.
وبيّن المحاضر خلال هذه المحاضرة دور البرهان في إثبات الكثير من أصول العقائد الدينية، وأثر ذلك على الإيمان العقلي الراسخ