رسالة ماجستير في كلية التربية بجامعة ميسان تناقش (استراتيجيات الخطاب في مقدمات دواوين شعراء التفعيلة العراقيين وبياناتهم وتجاريهم الشعرية)

بحثت في جامعة ميسان /كلية التربية رسالة الماجستير الموسومة : (استراتيجيات الخطاب في مقدمات دواوين شعراء التفعيلة العراقيين وبياناتهم وتجاريهم الشعرية) والتي تقدمت بها طالبة الدراسات العليا( بتول منعم فاضل محمد) وبإشراف الاستاذ الدكتور(خالد محمد صالح) تهدف الرسالة الى الكشف عن حضورِ مقدمات دواوين شعراء التفعيلة وبياناتهم الشعرية وصياغة تجاربهم الشعرية، التي تمثل مدونة ثرية؛ لما تحمله من مواضيع وسياقات متنوعة عبر فترات زمنية متعاقبة، فقد كُتِبَ لها أن تُقارب الأحداث والوقائع، بما لها من تأثير في الأوساط المتلقية، كما أن تقريب فهم دلالاتها واستيعابها يمكن أن يجعلها أداة فاعلة في تزويد المتلقي بعوامل التثقيف والتواصل بين الأجيال الشعرية التي سبقت شعر التفعيلة، والأجيالِ التي أعقبتها، إلى جانب دورها في استمالة المتلقين والتأثير فيهم وإقناعهم بمضمون الرسالة التي تسعى هذه المقدمات والبيانات والتجارب أن تصنع بوساطتها رؤية مؤطرة لحركة الحداثة الشعرية، وتقريب الأفكار إليها في النظرية والتطبيق. فقد أسهمت مقدمات الدواوين والبيانات والتجارب بطريقة أو بأخرى في بيان ، أو شرح، أو تأطير رؤية الشاعر خارج القصيدة، وإن كانت القصيدة محورها، وهي تبشير بقصيدة التفعيلة، أو دعوة للالتفات إليها، ليساهم كل هذا بتوجيه مشاعر الجمهور، وحضّه على الثورة ضد الإتباع والتقليد. وتناولت الرسالة تحليل النصوص على وفق زاوية جديدة تتمثل في تحليل الوسائل والأدوات اللغوية التي يوظفها أصحابها –أي النصوص- لتحقيق التأثير في المتلقي وبيان تفاعله، من خلال الطرق والخطط التي يتبناها الشاعر في صنع خطابه عبر سلسلة من الإشكالات، أهمها كون أغلب هذه المقدمات أو البيانات أو التجارب الشعرية جاءت لتشرح طبيعة الحداثة في الشعر، وتستقصي حاجة العصر لها، أو تعرض لصور من الإتباع مبيّنة عجزه عن مجاراة الواقع المعيش، أو توازن بين الحداثة والاتباع، وللإجابة عن هذه الإشكاليات وغيرها، ارتأت الدراسة أن تناقش موضوع الاستراتيجيات الخطابية لما فيها من تجسيد واضح للغة، ووظائفها مع مراعاة المقاصد في الخطاب، وتأسيسا على ما سبق فقد وجدت الدراسة أن الضرورة تقتضي التطرق إلى استراتيجيات الخطاب، والكشف عن وسائلها وأدواتها الإجرائية بوصفها مادة معتمدة للتحليل، ولكونها تظهر مهارة المبدع اللغوية. ولهذا كانت التداولية موضوعا وهدفا من أهداف هذه الدراسة، كما كان ما سبق مسوّغا لصياغة عنوان الرسالة: ” استراتيجيات الخطاب في مقدّمات دواوين شعراء التّفعيلة العراقيّين وبياناتهم وتجاربهم الشّعرية وبينت نتائج الرسالة أمور عديدة فقد وظف خطاب (شعراء التفعيلة العراقيين) في مقدمات الدواوين، والبيانات الشعرية، والتجارب، ثلاثة أنواع من استراتيجيّات الخطاب،هي: الاستراتيجيّة التّضامنيّة، والاستراتيجيّة التّوجيهيّة، والاستراتيجيّة الإقناعيّة (الحجَاجِيَّة)، ولكل واحدة منها آليّاتها الخاصة بها. ولم يوظفوا الاستراتيجية التلميحية في خطاباتهم؛ لكونها تتناقض مع أهدافهم في المباشرة والوضوح والتصريح، ولكون رغبتهم مبنية على عدم إرهاق المرسل إليه والاستعلاء والتفوق عليه، أو الاستعانة بالتقية في مخاطبته.تبيّن وجود الكثير من الأهداف الخطابيّة، التي يمكن أن يتوخّاها المرسل في خطابه، في المقدمات والبيانات والتجارب الشعرية، ومن أشهرها هدف الإقناع الذي يستلزم استراتيجيّة معيَّنة، يمكن أن نسمّيها بـ “استراتيجيّة الإقناع (الحِجَاج)”، والتي تختصّ ببعض آليّات اللّغة، وكذا بعض الآليّات المنطقيّة، يستمدّ خطاب (شعراء التفعيلة العراقيين)، في بعض السّياقات التّداوليّة، في المقدمات والبيانات والتجارب الشعرية، سلطته من شخصيّة مرسله، بصفته شاعراً مجدداً حديثاً، صاحب دعوة للثورة على الطريقة القديمة المتمثلة في عروض الخليل بن أحمد الفراهيدي، واللغة القابعة في بطون المعاجم، وفي سياقات أخرى، يمكن أن يستمدّ خطاب شعراء التفعيلة سلطته، بصفتهم منظرين، قد صقلت التجربة، وسعة الاطلاع، والانفتاح على تجارب الأمم الأخرى، مواهبهم، وجعلتهم مؤهلين لصياغة هذه الخطابات.