بحثت في جامعة ميسان /كلية التربية رسالة الماجستير الموسومة : الظواهر التركيبية في حديث الإمام الصادق( ع)(ت148ه) في كتاب تحف العقول لابن شعبة الحرَّاني) والتي تقدم بها طالب الدراسات العليا( هادي فلحي ) وبإشراف الاستاذ المساعد الدكتور(علي موسى عكلة) تهدف الرسالة الى الكشف عن عمق المعاني، وبلاغة التراكيب، ولطف الدلالة، وقوة العبارة، ما ينسجمُ مع حديث الإمام الصادق(ع) الذي تميزَ بالألفاظ الفصيحة، والمعاني الجليلة، والتراكيب البليغة، والدلالة اللطيفة، والعبارة المتَّسقة، فالظواهرُ التركيبية موضوعٌ خِصْبٌ، وميدانٌ رَحْبٌ يُطْلِعُ الباحثَ على معظم أبواب النحو، فضلاً عن أنَّ الموضوعَ يجمعُ بين جانبينِ: النحويّ والدلاليّ؛ ممَّا زادَ من أهميته. وتناولت الرسالة خروجُ تركيبُ الجملةِ العربية أحياناً عن الأصلِ المألوف، والقاعدة المتفق عليها عند العلماء، وهذا الخروجُ لا يُعدُّ إلغاءً أو هدماً لأصول العربية وقواعدها، وإنَّما يأتي لمعانٍ دقيقةٍ، ودلالاتٍ لطيفةٍ يقصدُها المتكلِّمُ، ويمثلُ هذا العدول عن الأصل ظواهر تركيبية منها: التقديم والتأخير، والحذف والذكر، والفصل والوصل، وغيرها، ولأهمية هذه الظواهر التركيبية في بناء الجملة العربية ودلالتها، ورغبة الباحث بأنْ يكون ميدان بحثه نصاً رصيناً لا يعتريه الضَعْف، فكان ذلك حديث الإمام الصادق( عليه السلام) الذي ينتمي لعصر الاحتجاج اللغوي من بيئة الحجاز من قريش المعروفة بالفصاحة، والبلاغة والبيان، وفضلاً عن ذلك أنَّ حديثه( عليه السلام) له صلةٌ وثيقةٌ بالبحث في الأدب العربيّ، حيث اشتمل حديث الإمام الصادق( عليه السلام) على وصايا، ورسائل، وحِكَمٍ، ومواعظ من النثر الذي يُعدُّ ركناً أساسياً من الأدب العربي، فاعتزازي بهذا التُّراث هو الباعث الرئيس لاتِّخاذه مجالًا للدِّراسة.وبينت نتائج الرسالة أمور عديدة من أهمها إنَّ الظواهرَ التركيبية لم تأتِ جزافاً في حديث الإمام الصادق(عليه السلام)، وإنَّما جاءت لتدلّ على دلالاتٍ وأغراضٍ لا تتأتى من تركيب الجملة المألوف أو الأساس، وإنَّما يتوصلُ إليها عبر هذه الظواهر، كالتقديم والتأخير، والحذف، والفصل والوصل. وجاءَ تقديمُ الفاعلِ على الفعلِ في بابِ تركيب الجملة الفعلية، وأفادَ تقويةَ الحُكم وتأكيده، والتخصيص. جاءَ تقديمُ الخبر المفرد على المبتدأ في بابِ تركيبِ الجملة الاسمية، وأفادَ التشويقَ لذكرِ المبتدأ. ووردَ تقديمُ الخبرِ شبه الجملة الجار والمجرور على المبتدأ جوازاً في تركيب الجملة الاسمية، ودلَّ على الاختصاصِ، والتعظيمِ، والعنايةِ والاهتمامِ.وَتقديمُ خبر( كان) وأخواتها، وتقديمُ خبر( إنَّ) وأخواتها في تركيب الجملة الاسمية، وأفادَ العناية والاهتمام، والاختصاص. وحذفُ الفاعلِ في حديث الإمام الصادق(عليه السلام) في بابِ تركيبِ الجملةِ الفعليةِ، ودلَّ على الإيجازِ والاختصارِ، والتعظيمِ، والتحقيرِ، ودلَّ أيضاً على توجيه المخاطَب إلى نفس الحدث. كما جاءَ حذفُ المبتدأ في بابِ تركيبِ الجملةِ الاسميةِ، في جوابِ الاستفهامِ، وبعد( الفاء) المقترنة بجواب الشرط، ودلَّ على الإيجاز والاختصار، ودلالة ما قبله عليه، وجاءَ حذفُ المفعولِ به ودلَّ على أثباتِ الفعل للفاعل على الإطلاق من غير التقييد بمفعول به، وحُذِفَ المفعول به؛ للبيان بعد الإبهام، ويكثر بعد فعل المشيئة، ويذكر المفعول به إذا كان أمراً عظيماً، ويحذف المفعول به بعد نفي العِلْم وما في معناه؛ للإيجاز والاختصار وسبق الذكر. و حذفُ المضافِ وإقامة المضاف إليه مقامه في حديث الإمام الصادق( عليه السلام) ؛ للإيجاز ودلالة السياق عليه.
شاهد أيضاً
رسالة ماجستير في جامعة ميسان تناقش حروف المعاني في حديث أهل البيت في كتاب وسائل الشيعة / أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنموذجاً
ناقشت رسالة الماجستير في قسم اللغة العربية بكلية التربية جامعة ميسان الموسومة ب(حروف المعاني في …