ناقشت رسالة الماجستير في قسم التاريخ بكلية التربية جامعة ميسان الموسومة بـ(الهزارة الافغان ودورهم السياسي في افغانستان 1979- 2001) والتي تقدمت بها طالبة الدراسات العليا سارة احمد نعمة وبإشراف الاستاذ الدكتور محمد حسين زبون.
تناولت الرسالة قومية الهزارة الأفغان، ودورهم السياسي في أفغانستان ومجمل التحديات التي واجهوها، وفي الواقع هم أقل المجموعات العرقية الرئيسة دراسة، حيث تفتقر أغلب المكتبات العراقية والعربية إلى الدراسات الاكاديمية المتعلقة بقومية الهزارة الأفغان، رغم انها أكثر القوميات تعرضا لخطر المتغيرات السياسية، وربما يرجع ذلك لخلفيتهم الاجتماعية والدينية حيث يتبع الهزارة المذهب الشيعي على خلاف غالبية الشعب الافغاني الذين يتبعون المذهب السني الحنفي،
استعرضت الرسالة التعرضات العرقية للهزارة الافغان وعلى مر التاريخ للتميز الممنهج الذي مارسته عليهم حكومات متعاقبة، وقد اختير العام 1979 كمستهل لموضوع الدراسة، لما شكل هذا العام من بداية للاحتلال السوفيتي لأفغانستان، وما رافق ذلك من تطورات على المستوى الداخلي، كاستقلالهم في إدارة شؤونهم السياسية والاجتماعية او على المستوى الإقليمي، كالثورة الإسلامية الإيرانية بحكم القرب الجغرافي لأفغانستان، وما شكلته من تأثير على الداخل الأفغاني،
وانتهت الدراسة بالعام 2001 ، وهو العام الذي يمثل سقوط إمارة أفغانستان الإسلامية بغزو الولايات المتحدة الأمريكية لأفغانستان، ونهاية حقبة مهمة من التاريخ الأفغاني.
اهم ما توصلت اليها الرسالة من نتائج:
1) فرضت التحديات السياسية التي واجهت الهزارة، خاصة عقب الاحتلال السوفيتي لأفغانستان ضرورة ان يتوحد الهزارة سياسيا تحت مضلة واحدة، وقد توجدت جهودهم بتنظيم سياسي موحد للتعبير عن حقوقهم السياسية والدفاع عن أرضهم وكان هذا التنظيم أول وحدة سياسية مثلت الهزارة سياسيًا، وخلال السنوات الأولى من الاحتلال السوفيتي تميزت مقاومة الهزارة بالوحدة والتنظيم، ثم ما لبثت هذه الوحدة الا ان تعرضت للتفكك ورافق ذلك حرب أهلية هزارية، وكان للدور الاقليمي النصيب الاكبر في هذا التفكك، من خلال دعم مجموعات على حساب اخرى.
2) تعرضت افغانستان عقب الانسحاب السوفيتي من البلاد الى حرب اهلية ويمكن ان يعزى سبب ذلك الى افتقار الدولة إلى قيادة وطنية موحدة، إلى الاعتقاد، بانه المسبب الأكبر في استمرار الحرب الأهلية، فالشخصيات الدينية التي تولت زمام قيادة الفصائل أثناء مدة المقاومة غير مؤهلة للعمل السياسي، وكان جل اهتمامها موجهة إلى الجهاد، وكان كل فصيل من فصائل المقاومة يعمل ووفق اسلوبه الخاص وفي منطقته الإقليمية وما يحصل من مكاسب فهي تعود اليه ولأفراده، وقد كان للهزارة نصيب من هذا الحرب الاهلية فبعد قرن من الاضطهاد وعقد من المقاومة للاحتلال السوفيتي اعتقد الهزارة انهم سيتمكنون من المشاركة في الحكومة لكنهم تفاجئوا باستبعادهم منها .
3) شكلت طالبان أكبر عداء لعرقية الهزارة خلال حكمهم الأول (1996-2001)، خاصة عند بداية دخولهم مزار شريف حيث اعتبروا الهزارة “كفار”، وكان مقتل زعيم الهزارة عبد العلي مزاري البداية لسياسة طالبان العرقية ضد الهزارة، والتي تميزت بالعنف والتعصب، ولم تكتف طالبان بهذه الاعمال بل اخذ تعصبها بعدا آخرا تمثل بتدمير الهوية الثقافية للهزارة.