رسالة ماجستير في جامعة ميسان تناقش وصف معارك الرسول (صل الله عليه واله وسلم) دراسة اسلوبية

ناقشت رسالة ماجستير في قسم اللغة العربية /كلية التربية /جامعة ميسان الموسومة (وصف معارك الرسول(ص) دراسة اسلوبية ) والتي تقدمت بها طالبة الدراسات العليا/فرع اللغة (زهراء قاسم محيسن الامارة) وباشراف الاستاذ المساعد الدكتور (صباح عيدان حمود).

وقد هدفت الدراسة الى الكشف المقاصد الأسلوبية التي تضفيها بعض الصيغ الصرفية عند ورودها في نسق متواتر,و البحث في نمطية البنى التركيبية , والتوغل في تحليلها ,ومتابعة الانزياحات الواردة في النص , وما تخلقه من فضاء شاسع تسبح بها الدلالات , فيضيف ذلك جماليات تزين النص .

وقد اقتضت طبيعة المادة أنْ يكون البحث في مقدمة , وتمهيد , وأربعة فصول وخاتمة. فتناولت الباحثة في التمهيد مفهوم الأسلوبية من خلال :أ-الأسلوب , ب –الأسلوبية , ج –الظواهر الأسلوبية, د -التحليل الأسلوبي ؛ ولكثرة المنظرين في الأسلوبية سعت الباحثة إلى الاختصار وعدم التوسع بالحديث حول الأسلوبية .

أما فصول البحث فقد جعلتُها حسب المستويات اللغوية واطراد الظواهر الأسلوبية , فكان الفصل الأول الأسلوبية الصوتية وهو في شقين: شق في صفات الأصوات وهي الأصوات المجهورة , الأصوات الانفجارية , الأصوات المهموسة , الأصوات الاحتكاكية , الأصوات المفخمة , الأصوات المرققة , وأصوات الصفير , وشق في النبر والتنغيم . وتناولتُ في الفصل الثاني ظواهر أسلوبية على المستوى الصرفي وتمثل في أربعة مباحث , فكان المبحث الأول في التعريف وشمل المعرف بلام الجنس , والمعرف بلام العهد , والمعرف بالإضافة , والمعرف بالإشارة , والتعريف بالأسماء الموصولة . والمبحث الثاني كان في المشتقات من اسم الفاعل, واسم المَفْعُول, وصيغة المبالغة, والصفة المشبهة . والمبحث الثالث كان في جمع المذكر السالم , وجمع التكسير . أما الفصل الثالث فكان في التشكيل الأسلوبي في الأساليب النحوية وأبعاده الإيحائية، فضم : الحال , والنعت , والشرط , والنداء , والاستفهام , والنهي , والأمر. والفصل الرابع كان في الانزياح بنوعيه والكناية

وقد ختمت الرسالة بمجموعة من النتائج.
إنَّ مجيء صفات الأصوات بهذه الكيفية, وبهذه الأعداد شكل بناء هندسياً محكم الأبعاد, حمل مقاصد أسلوبية وهي:
أ – إنَّ صدارة الأصوات المجهورة استحضرت جو المعركة ومواقفها , فحاكت واقع الحدث , فأوحت بإيقاع الصخب الذي يرافق المعارك من صوت السيوف . وعبر بها ؛ لتصوير الأمور الخفية التي لا تدرك بالحواس , فتكثف وجودها في سياق آيات مجاهدة النفس , وترفعها عن الذنوب وكذلك زاد عدد ورودها في سياق الآيات التي تسلط الضوء على المشاعر الباطنية التي حملها كل من المؤمنين والمنافقين في المعارك .
ب – جاءت الأصوات الانفجارية في المرتبة الثانية من حيث العدد , وإنَّ طبيعتها النطقية خلقت جواً من الدلالات المشحونة بالفزع والرهبة من الموت الذي ينتظرهم .
ج – شكّلت الأصوات المهموسة في آيات وصف معركة بني النضير, ثنائية ضدية مع أصوات الجهر التي تحمل سمة القوة لتعكس ثنائية ضدية حصلت في الواقع , وهي أنَّ اليهود بما أوتوا من قوة اقتصادية وعسكرية أشار إليها القرآن الكريم لكنهم استسلموا في هذه المعركة , ولم تبدر منهم أي مواجهة عسكرية .
د – أما الأصوات الاحتكاكية كان حضورها الكبير في آيات وصف معركة حنين ؛ لتعانق الأحداث الصعبة , فتنبه بذلك على صعوبة الموقف الذي حَلَّ فيه المسلمون آنذاك .
ه – غلبت الأصوات المرققة الأصوات المفخمة ؛ وكان ذلك يرجع لسهولة نطقها , وأنَّها لا تكلف جهداً نطقياً على خلاف الأصوات المفخمة التي تكلف جهداً نطقياً .
و – كان لأصوات الصفير دور في عمل دلالة التحذير والإنذار في سياق النص الذي ترد فيه .
ز – وفي مجال المستوى الصوتي فأنَّ ظاهرة التنغيم حملت مقاصد أسلوبية , عبر هذه الظاهرة يمكن الوصول إلى المقصود , والمعنى المراد .