الخصائص الواجب توافرها في الطبيب
بقلم ا.م.د سامي خلف جبار
تدريسي في كلية الطب / جامعة ميسان
إن مهنة الطب من أنبل المهن على وجه الأرض، والطبيب بردائه الأبيض كملاك الرحمة للمرضى ، وعند رؤيته تهدأ النفوس وتطمئن، وكإنسانٍ نبيلٍ، يبذل الطبيب نفسه، ووقته، وحياته، ثمناً لراحة الآخرين ، إنّ الطب مهنة نشأت مع نشأة الإنسان، فهي ضرورةٌ من ضروريّات الحياة، ولا حياةٌ سليمةٌ دونها، حيث يبذل الطبيب قصارى جهده لإنقاذ حياة المرضى، والتخفيف من آلمهم، ومعالجة مشاكلهم الصحيّة، وإدخال السرور على قلوب الناس حين يُشفى أحباؤهم من أمراضٍ هددت حياتهم، وينشأ بين الطبيب والأمراض صراعٌ قويٌ ومرهقٌ، والهدف الأسمى للطبيب في هذا الصراع؛ القضاء على المرض، ومعاونة المريض على العيش بصورةٍ طبيعيةٍ، وبصحةٍ ممتازةٍ لا يحتاج من خلالها أي مساعدةٍ، وكما يهدف الطبيب إلى المساهمة بشفاء المريض، وتوفير البيئة الخالية من الأوبئة والأمراض لجيل الغد. ومثل هذه المهنة النبيلة تحتاج للعديد من الصفات التي يجب أن تتوفر في الطبيب؛ حتى يستطيع أن يفي هذه المهنة السامية حقها، ومن هذه الصفات :-
أن يكون الطبيب مؤهلاً علمياً للقيام بمثل هذه المهنة، وذلك بحصوله على دراسةٍ جامعيةٍ كاملةٍ تؤهله لممارسة هذا العمل بالخبرة الكافية، و أن يكون ذا أخلاقٍ حميدةٍ فيحترم الآخرين، ولا يسرق أو يكذب، ولا يتصف بأي صفةٍ أو يسلك أي طريقٍ يجعل الناس تبتعد عنه، ولا تأمنه ، بالاضافة الى الحفاظ على أسرار المرضى، ومراعاة خصوصية كل مريضٍ ، و على الطبيب مراعاة شكله الخارجي، ونظافته الشخصية، وأن يكون صبوراً مع مرضاه ، و يجيب على أسألتهم مهما تنوعت واختلفت وتكررت، وأن يستمع لشكوى كل مريضٍ ومخاوفه مهما طالت، وأن يحمل في قلبه الرحمة والرأفة لكل مريضٍ ، و أن يكون محبا للعلم وألا يتوقف أبداً عن التعلم ، فدائماً عالم الطب في تطورٍ مستمرٍ وعلى الطبيب أن يواكب هذا التطور دائماً، ومعرفة آخر التقنيات الطبية المستخدمة، و أن يكون متواضعاً، فلا يتكبر على مرضاه وعلى من حوله ومن دون الطب لكانت الحياة جحيماً لا يطاق، ولما استطعنا أن نمارس حياتنا بشكلٍ طبيعيٍ دون ألمٍ، ولزادة الوفيات.
فالحمد الله على نعمة الطب والأطباء ، وإلى كل طبيب كن أهلاً لهذه المهنة، ولا تجعل من الطب مهنةً مهينةً، والتزم بأخلاقياتها، ولا تجعل هدفك مادياً بحتاً، فإنك تعمل في أسمى المهن، وحياة الناس وراحتهم بين يديك، فعمل لمرضاة الله، وليجزيك الله كل خيرٍ على عملك.
💉ويمكن تلخيص ما سبق بالنقاط الآتية :-
١ • أن يكون الطبيب ملم بمجاله الطبي و أن يقوم باستمرار بمتابعة ومواكبة كل ما هو جديد فيه من خلال ما وصلت إليه الأبحاث العلمية والخبرات الفردية العلاجية في مجال تشخيص الأمراض أو الدواء .
٢ • أن يكون ذلك الطبيب على قدر عالي من الأدب والأخلاق بما يجعله مثال يحتذى به لأفراد مجتمعه .
٣ • أن يتمتع بحسن الإنصات والاستماع لرأي المريض ومناقشته فيه من الناحية الطبية أو طبقاً لحالته المرضية .
٤ • يجب أن يتمتع الطبيب بحس فكاهي ونفسي هادئ و روح طيبة تعمل على رفع الحالة النفسية للمريض مما يساعد على مقاومته للمرض والمساعدة على شفائه .
٥ • أهمية التمتع بأعصاب هادئة و عدم الميل للانفعال أو العصبية .
٦ • الصلابة والتماسك في أصعب الظروف والمواقف الطبية المختلفة .
٧ • توافر عنصر سرعة البديهة لديه بل القدرة على التصرف السريع والسليم وإنقاذ الموقف بكل حكمة .
٨ • التواضع الشديد عند معاملة المرضى وعدم التعالي أو الاستعلاء عليهم .
٩ • توافر عنصر الأمانة لديه وكتمان السر والحالة الطبية لمريضه ، حيث أن المرضى يأتمنونه على أسرارهم وحالتهم إذاً فلابد أن يكون موضع ثقة كبيرة لهم .