رسالة ماجستير في كلية التربية/ جامعة ميسان تناقش ( ازمة جنوب السودان والمواقف الاقليمية والدولية منها دراسة تاريخيه 1924-1985)

ناقشت رسالة الماجستير في كلية التربية جامعة ميسان الموسومة ( ازمة جنوب السودان والمواقف الاقليمية والدولية دراسة تاريخية 1924-1985) والتي تقدمت بها طالبة الدراسات العليا زهراء جبر ورور وبأشراف الاستاذ المساعد الدكتور لطفي جميل محمد تهدف الرسالة الى تسليط الضوء على أهم الاحداث والتطورات السياسية في جنوب السودان وما هي المواقف الاقليمية والدولية منهاتكمن أهمية الدراسة في إلقاء الضوء على مشكلة جنوب السودان ومحاولة لفهم المشكلة من جذورها وتتبع مراحل تطورها عبر الحقب الزمنية المختلفة التي مرت على السودان وتعاقب أنظمة الحكم المختلفة عليها، فضلا عن توضيح مدى أهمية مشكلة جنوب السودان بالنسبة لجميع مكونات المجتمع السوداني وبمختلف تنوعاته القومية والإثنية والدينية ودراسة الأدوار الاقليمية والدولية التي أسهمت بشكل أساسي وكبير في تطور المشكلة وتفاقمها. توصلت الرسالة ان مشكلة جنوب السودان ما هي إلا نتاج قرن كامل من سوء التفاهم والتدخل الاستعماري والإرساليات وقصر النظر السياسي الشمالي الذي اعتبر الجنوب مجرد منطقة أخرى غير مناطق السودان، وان بريطانيا عمدت منذ البداية على عزل الجنوب عنه تماما حتى لا يدخله الإسلام واللغة العربية.أن للبعد التاريخي والجغرافي والانثروبولوجي تأثيراً واضحا على نشأة وتطور أزمة جنوب السودان وذلك من خلال التركيبة القبلية للمجتمع الجنوبي وترجيح كفة ولاء الفرد للقبيلة على الوطن، والموقع الجغرافي المتوسط للقارة الإفريقية ومجاورته لعدد من الدول الإفريقية مع شريط حدودي يتميز بالتداخل السكاني مع تلك الدول المجاورة لجنوب السودان، إضافة إلى الطقس والمناخ الممطر طول العام والغابات والمستنقعات التي أثرت في صعوبة التواصل والاتصال الكافي مع الشمال مع زيادة التواصل مع دول الجوار الإفريقي وهجرة المتعلمين للدول الغربية، وقد عمق الأزمة الأثر التاريخي المدمر للعلاقة بين السوداني الجنوبي والشمالي اثر عمليات تجارة الرقيق وتوظيف القوى الغربية، وقد أدى نزوح مواطني جنوب السودان المتأثرين من الحرب إلى الشمال والفوارق الاجتماعية التي عاشوها في معسكرات النزوح وولايات الشمال المختلفة، جعلت لديهم شعورا بالدونية في موطنهم وعمق من العزلة بينهم وبين إخوانهم الشماليين.اختتمت الرسالة حول الصراع بجنوب السودان، هو أن اختلاف أيديولوجياته وتصاعد وتيرته بسبب التركيبة القبلية والعرقية لسكان جنوب السودان الذي انعكس على عدم اتفاق الفصائل المقاتلة في الجنوب.أن الصراع الحقيقي بين الشمال والجنوب أو الأزمة الحقيقية بينهما تتمثل بوجود صراع سياسي ومصلحي على السلطة السياسية ورغبة كل طرف من الإطراف الحفاظ على مصالحه ومكتسباته من خلال السلطة السياسية.كما أن استراتيجيات القوى الغربية لدعم الحركات المتمردة والانفصالية بجنوب السودان عملت في اتجاهين، دعم مباشر للحركات المتمردة بالجنوب وشمل التدريب والتأهيل العسكري والدعم المادي، والدعم اللوجستي بالسلاح والمعدات والاليات وتقديم الدراسات والاستشارات بواسطة الخبراء. إضافة للدعم غير المباشر للحركات المتمردة بالجنوب وشمل تقديم الدعم لطرف ثالث لتقديم المساعدات الميدانية والحماية الخلفية وتوفير أرض للانطلاق منها لمهاجمة الحكومة (معسكرات حدودية بدول الجوار) وكذلك فتح مكاتب للحركات المسلحة بالخارج لممارسة نشاطاتها السياسية.