قامت الأستاذة م.م هند صدام زهراو، التدريسية في قسم التاريخ، بكتابة مقال في جريدة المعارف بعنوان “علم النفس الرياضي وأهميته في الرياضة”. يُعتبر هذا إنجازًا رائعًا لقسم التاريخ، حيث تُعتبر تلك المقالات فرصة للتأثير على المجتمع بشكل عام وعلى مؤسسة الجامعة بشكل خاص.
لذا، نتمنى للأستاذة م.م هند صدام المزيد من النجاحات المستقبلية والفرص المتميزة للتعبير عن آرائها والمساهمة في المجال الذي تهتم به، ونتمنى لها دوام النجاح والإلهام في مسيرتها الكتابية.
نصّ المقال:
(علم النفس الرياضي وأهميته في الرياضة)
م.م هند صدام زهراو.
أصبح العالم اليوم في سباق متسارع نحو التطور والتقدم، وما نشاهده في مختلف المجالات ومنها المجال الرياضي الذي اصبح اكثر اندفاعاً وراء التطور العلمي بكل مراحل الاعداد للمنافسات الرياضية وتحقيق المستويات العالية للاعبين من خلال الاستعانة بكافة انواع العلوم ، ولعل أحد هذه العلوم المهمة هو علم النفس الرياضي بوصفه علماً مهماً في تحقيق التفوق في المجال الرياضي؛ لأن الاستثمار الأمثل لطاقات اللاعبين البدنية والمهارية والخططية والنفسية إنما يعتمد على توظيف ما يتطلبه هذا العلم من مبادئ ونظريات.وقد حظي علم النفس الرياضي بأهمية كبيرة ومكانة واسعة من بين العلوم الأخرى , لكونه يهتم بالصحة النفسية والعقلية والبدنية للاعبين والتعرف على مشاكلهم وايجاد الحلول لهذه المشكلات بما يلائم خواصهم ومساهمته في تطوير مختلف الفعاليات الرياضية، لذا فالجانب النفسي يلعب دوراً مباشراً وأساسياً في اداء اللاعب , وإن اهمال الجانب النفسي يؤدي الى عدم ضمان تحقيق الواجبات المهارية والخططية والقدرة على فهم ردود أفعال اللاعبين خلال التدريب والمنافسة.ومن هنا يأتي دور الإرشاد النفسي والتي من شانه رفع مستوى اللاعب وتهيئته نفسيا على المستوى التدريب والمنافسة، من خلال التفاعل مع البرامج الإرشادية في الجلسات المعدة لذلك، وان البرامج الارشادية المعدة في المجال الرياضي هدفها تقديم مجموعة من الخدمات التي تهدف الى مساعدتهم وحل مشكلاتهم التي يتعرضون لها لمساعدتهم في فهم انفسهم وتكيفهم مع اللاعبين وبيئتهم وكيفية حل المشكلات التي تواجههم، وهذه العملية تأتي على وفق برامج معدة ومخططة وفق استراتيجية علمية التي تقع على عاتق المرشد النفسي .فالإرشاد النفسي عملية بناءة تهدف الى مساعدة اللاعب لكي يفهم ذاته وشخصيته ويتعرف على خبراته وارشادهم في كيفية تنظيم الافكار الايجابية والقدرة على التكيف مع المواقف الرياضية الصعبة مما يسهم في رفع قدرة الرياضي النفسية للوصول الى الأداء الجيد وتحقيق أفضل النتائج في البطولات والمنافسات الرياضية وتنمية القدرات والاستعدادات والامكانات الخاصة المرتبطة بنوع النشاط ، وبما أن المهتمين بالسلوك الرياضي ما زالوا يدرسون ويبحثون في أساليب وطرق عدة في مجال علم النفس الرياضي ومن بين هذه الأساليب والطرق النفسية عملية الإرشاد النفسي الذي يؤدي دورا مهما في التأثير المباشر في مستوى الكفاءة الذاتية للاعب ، وخاصة في رياضة المبارزة تكون كفاءة اللاعب الذاتية معتمده على قدراته الشخصية اي اعتماد اللاعب بقدرته وإدراكه بأنه للاعب فعال وكفوء يستطيع النجاح بأداء معين وتحت ظروف وضغوط نفسية مختلفة .إذ إن الكفاءة الذاتية هي بحد ذاتها ليست سمة من سمات الشخصية بل تعد توقعات مرتبطة بالسلوك المحدد في موقف معين ، وإن إدراك اللاعبين لكفاءتهم الذاتية يَتعلق بتقييمهم لقدرتهم على تَحقيق مستوى معين من الانجاز وقدرتهم على التحكم بالأحداث من هنا تعد وسيطاً معرفياً للسلوك فتوقع اللاعب لكفاءته الذاتية تحدد طبيعة السلوك الذي سيقوم به ومداه أي يُحدد مقدار الجهد الذي سَيبذله ودرجة المثابرة التي سيبديها في مواجهة الصعوبات التي تواجهه اثناء النزال فالمبارز قد يتعرض الى مواقف ضاغطة مختلفة اثناء النزال في المنافسات الحاسمة مما يؤدي الى عدم القدرة في أداء الواجب المحدد لذلك ، وعليه نجده يفقد السيطرة على قدراته ومهاراته ويفقد النواحي والجوانب النفسية المطلوبة وقد لا يستطيع تحقيق افضل النتائج في المنافسة ، والمهم من هذا أن يتمكن اللاعب من تجاوز هذا العبء في الأداء والتفكير السلبي طوال فترة النزال والقدرة على اختيار افضل الحلول لكل موقف يواجه خلال النزال ، فاللاعب الذي لدية القدرة على التصرف وفق تفكيره الشامل ويتعامل مع العموميات ويترك التفاصيل الجزئية يستطيع السيطرة على مشاعرة وردود أفعاله ودوافعه بحيث يكون قادر على التحكم بها وتوجيهها وفقاً لإرادته .فالتفكير الشمولي يوسع ويعمق العملية الرياضية ويساعد اللاعب على تحمل المسؤولية الشخصية ويعزز مواقف الفرد الإيجابية نحو اتقان المهارات وتطويرها في رياضة المبارزة بصورة عامة والمهارات الهجومية بصورة خاصة ، ويشجع على الرغبة في انتزاع المعنى والفهم والتعامل مع الأمور بصورة كلية ، والفرد ذو نمط التفكير الشمولي ينظر الى العملية التدريبية بشكل مختلف ، إذ يسعى ليكون للاعبا جيداً وهو قادر على توظيف المهارات والمواقف العلمية لحل المشكلات التي تواجهه.