عُقدت في قاعة المعرفة بكلية التربية الأساسية ندوة فكرية متميزة بعنوان “رؤية مهدي الأمم في الأديان السماوية”، بحضور الدكتور عمار محمد حطاب معاون العميد للشؤون العلمية والدراسات العليا، والدكتور حسام أحمد علي رئيس قسم التاريخ، وعدد كبير من الأساتذة والطلبة.
قدّم الندوة فضيلة الشيخ الدكتور حليم الفتلاوي، حيث تناول فيها رؤية الديانات السماوية الثلاث — اليهودية والنصرانية والإسلام — لمفهوم المنقذ والمخلّص المنتظر، وبيّن شرائط ظهوره وصفاته وفق النصوص الدينية. وأكد المحاضر أن جميع الأديان تتفق، رغم اختلافاتها، على وجود أمل إنساني مشترك بظهور منقذ يقيم العدل ويحقق السلام العالمي، مشيرًا إلى أن هذه الفكرة تعبّر عن حلم الإنسانية بالخلاص من الظلم والجور.و
وتطرقت الندوة إلى مقارنة النصوص الدينية الخاصة بالمنقذ في الكتب اليهودية والنصرانية مع ما ورد في العقيدة الإسلامية عن الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام)، مبرزًا أوجه التشابه والاختلاف، ومؤكدًا على أهمية التفاهم بين أتباع الديانات المختلفة لتعزيز السلام العالمي.
شهدت الندوة مشاركة فعالة من الدكتور حسام أحمد علي، رئيس قسم التاريخ، الذي أثنى في مداخلته على أهمية تسليط الضوء على المشتركات الفكرية بين الأديان السماوية، وأشاد بالطرح العلمي الذي قُدم خلال الندوة، مشيرًا إلى أن مثل هذه النشاطات الفكرية تسهم في بناء وعي أكاديمي وثقافي متين لدى الطلبة.
كما استعرض الدكتور الفتلاوي خلال الندوة الإسهامات العلمية للسيد الشهيد الصدر (قدس سره) في مؤلفاته المتعلقة بقضية الإمام المهدي (عليه السلام)، وبيّن كيف أن هذه المؤلفات قدمت الفكر الإمامي بشكل نوعي ومتميز.
و
في ختام الندوة، أجاب المحاضر عن الأسئلة والمداخلات التي طرحها الأساتذة والطلبة، مؤكدًا على أهمية استمرار الحوار والتواصل العلمي والفكري بين مختلف الديانات والثقافات لتحقيق أهداف السلام والتعايش المشترك.