بحضور الأستاذ الدكتور عبدالباسط محسن عيال / رئيس جامعة ميسان أقيمت صباح اليوم الخميس الموافق2023/8/3 في رحاب قاعة المعرفه بكلية التربية الأساسية الندوة العلمية الموسومة “قراءات في دلالات مفهوم النوع الاجتماعي” والتي حضرها أيضا الأستاذ الدكتور عادل مانع الكعبي مساعد رئيس الجامعة للشؤون العلمية والدراسات العليا وأدارها الأعلامي عبدالله كيطان حمد حيث يأتي أنعقادها تأكيداً لتوجيهات معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نعيم العبودي بأقامة مثل هذه الندوات والورش في الجامعات العراقية لشرح هذا المفهوم أو المصطلح الذي بدء يظهر في المجتمع العراقي بقوة بالفترة الاخيرة .. وتضمنت الندوة ثلاثة أوراق بحثية قدمها كل من الاستاذ الدكتور أحمد عبد المحسن كاظم الموسوي /معاون العميد للشؤون العلمية والدراسات العليا والتي أشار فيها الى الدلالات الاجتماعية والتربوية لهذا المفهوم مؤكدا على أن أنتشار هذا المفهوم جاء خلال ظهور الحركات النسوية في القرن الماضي وتحديداً في أمريكا الشمالية وبعدها أوربا بعد مطالبة النساء بالمساواة بين الرجل والمرأة في الواجبات والحقوق حيث يبحث النوع الاجتماعي في الغاء هذه الفروقات علما ان هذه المصطلحات ظهرت في المنطقة العربية في مؤتمر القاهرة لسنة ١٩٩٤ دون توضيح أو تعريف كامل .. واوضح الموسوي بيان الآثار السلبية على مؤسسات المجتمع واهمها الأسرة والمدرسة المسؤول الأول عن صناعة قيم المجتمع والحفاظ عليها.
بعدها قدم الأستاذ الدكتور محمد كريم خلف / التدريسي في قسم التربية الفنية بحث قسم عن مفهوم هذا المصطلح عند بعض المؤرخين والفلاسفة وليس كما يشاع الان لأغراض معروفة والتي جاءت مع الغزو الثقافي لمجتمعاتنا الشرقية والعربية .. والجندر حيث يريد الجندرية تأكيد قضيه في علم النفس مفادها أن الطفل هو من يقرر نوعيته بعد أن يتعرف على ميول الأب والأم الشرعي وهي في العالم الغربي متداولة بشكل واسع وبدأت تتسلل الينا من خلال الاعلام أو الدراما التلفازية أو مثل ماجاء بمصطلحات الحداثة وما بعد الحداثة .
ثم جاءت بعد ذلك الورقة البحثية الثالثة للاستاذ الدكتور زين العابدين عبد علي طاهر / رئيس قسم التربية الإسلامية والتي تحدث فيها عن هذا المفهوم من الناحية الأخلاقية والاسلامية في ديننا الإسلامي الحنيف حيث اكد أن القرآن الكريم حذر الكثير من الشيطان الذي هو رمز وليس أنسان وهو يأتي بصور وصيغ مختلفة لايهام وأغواء الانسان وهذا ماجاء بقوم لوط من أنحراف أخلاقي وديني ولهذا فأن هذا المفهوم وظهورة في هذا الوقت يأتي لأستهداف المجتمعات الإسلامية حيث سبق وأن تبنىٰ الغرب موضوع العومله التي جاءت بمثل هذه الأفكار
وعلينا أن نؤكد على المحافظة على حقوق وواجبات المرأة و الرجل والتي هي مصانة في الدين الاسلامي.
وبعد طرح الأوراق البحثية تحدث السيد رئيس الجامعة على أهمية هذهِ الندوة العلمية التي تأتي تأكيداً على توجيهات معالي الوزير حيث كانت الوزارة اولى الوزارات التي تصدت لهذا الموضوع وعلينا كجامعة أن نستمر في كلياتنا والأقسام والشعب التابعة للجامعة بصفتها مصدر الأشعاع الفكري والعلمي في المجتمع بأقامة هذهِ الندوات والورش التي تشرح هذهِ المضامين والمصطلحات الطارئة على مجتمعنا وعلينا كما في هذه الندوة أن نرفع التوصيات لنضع فيها الحلول المناسبة وسنقوم شخصياً بأيصالها الى معالي الوزير .
وفي مداخلة أخرى للاستاذ الدكتور عادل مانع الكعبي/ مساعد رئيس الجامعة للشؤون العلمية والدراسات العليا اكد على أن تكون هذه الندوات من ضمن البرامج التي ستكون حاضرة خلال العام الدراسي المقبل والتي تأتي تأكيداً للتوجيهات الوزارية بهذا الصدد وعلينا أن نكون متحفزين لصدد هذهِ الحرب الناعمة من خلال البرامج النوعية .
بعدها كانت مداخلة الدكتور عصام نجم الشاوي عميد كلية التربية الأساسية حيث اكد على أن الغرب لازال بعقلية الهيمنة الاستعمارية فبعد حروبهم العسكرية وحربهم الباردة جاءت الان حروبهم للغزو الثقافي والاجتماعي والأخلاقي لتخريب وتدمير الأسرة العربية التي عرف عنها قوة وحصانة تكوينها ورصانتها وعليه من الواجب أن تكون الدولة في مستوى الحدث بمحاربة هذه الأفكار مع تطبيق القوة والقانون.
وكان مسك ختام الندوة مع الأستاذ الدكتور مصطفى جلال مصطفى معاون العميد لشؤون الطلبة الذي أكد على ان هذا الغزو الثقافي علينا كأسرة تعليمية وتربوية أن نصل ببحوثنا ودراساتنا الى العوائل التي تعاني من عدم وجود الجانب الثفافي والتعليمي فيها كما هو عند الطبقات المثقفة التي نعرف أن تحصينها لهذهِ الافكار تكون أكثر وأفضل
وخلصت الندوة الى مجموعة مقترحات سترفع الى معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومنها
١- الدعوة لعقد ملتقيات علمية ( مؤتمرات وندوات وورش) محلية تتبناها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتنسيق مع الوزارات الأخرى ذات الشأن والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية لوضع التصورات والرؤى الحقيقية والمنهجية لتصويب مفهوم النوع الاجتماعي ضمن الأطر المجتمعية والدينية والقانونية المتوافقة مع قيم مجتمعاتنا الأصيلة .
٢- دعوة المؤسسات الدينية إلى بيان الموقف الشرعي من التداول الواسع لمصطلح النوع الاجتماعي ومدى اتساقه مع متبنيات الشارع المقدس والتكليف الشرعي لافراد المجتمع بالتعامل مع الأفكار الشاذة والمنحرفةعن الصراط القويم.
٣_ دعوة الجامعات الحكومية والأهلية لتضمين مقرر التربية الأسرية ضمن المناهج الدراسية في الكليات الحكومية والأهلية بوصفه من متطلبات الجامعة الأساس وفق مفردات تعالج الطروحات المسيئة والتطرف المفاهيمي والقيم. على أن يتم تدريسها من أساتذة متخصصين من التربية وعلم النفس وذوي الالقاب العلمية الاعلى لأهمية هذا المقرر.
٤- أن تقوم وزارتنا بتيسير الإجراءات الفنية والإدارية لفتح اقسام علمية تعنى بمتطلبات اعداد الجيل الناشيء لاسيما اقسام رياض الاطفال والتربية الاسرية و في كليات التربية الاساسية لضمان مخرجات أكاديمية متخصصة تتعامل بحرفية مع بناء القيم السليمة المتوافقة مع الثقافة المجتمعية السائدة.
٥_ دعوة الجهات الحكومية الرسمية لمراجعة مجمل الاتفاقيات الدولية التي تؤسس لشيوع مفاهيم الشذوذ والانحراف الفكري والقيم لاسيما اتفاقية سيداو وغيرها والعمل على خلق جبهة ممانعة من الدول العربية والإسلامية لصد محاولات الاختراق الفكري والقيمي الموجهة بضغوط سياسية أو اقتصادية عالمية.
٦- أعداد برنامج اعلامي متخصص يؤسس لحملة توضيح ومواجهة نخبوية وشعبية عالية وفق مؤتمرات وندوات واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بحرفية عالية لخلق رد فعل عالمي رافض لسيادة المفاهيم المتطرفة والمغلوطة لمصطلح النوع الاجتماعي .
٧-دعوة الباحثين من ذوي التخصص لتحمل مسؤولياته الفكرية في إنتاج وعي شعبي ممانعة لتلك الأفكار وإنتاج بحوث رصينة وفق منهجية أكاديمية للرد على دعوات انحلال المجتمعات.