تدريسي في كلية التربية يصدر كتاب بعنوان محاضرات في علم المنطق

صدر للتدريسي في قسم علوم القرآن والتربية الإسلامية بكلية التربية جامعة ميسان الأستاذ المساعد الدكتور اياد نعيم مجيد كتاب بعنوان ( محاضرات في علم المنطق) كتاب مساعد لطلبة علوم القرآن والتربية الإسلامية

هذا الكتاب خاص بدراسة المنطق بصورته المبسطة والميسرة من منطق الشيخ المظفر وغيره؛ ليكون موافقا لمفردات المناهج المقررة في أقسام علوم القرآن والتربية الإسلامية في الجامعات العراقية.

وقد تضمن الكتاب المفردات المطلوبة وزارياً في فصلي الكتاب: الفصل الأول (التصورات) والفصل الثاني (التصديقات)، بأسلوب يجمع بين التركيز على الموضوعات المهمة في المنطق، وبين السهولة في العرض، والوضوح في التعبير مع عدم التفريط بمتطلبات البحث العلمي.

والغرض من هذا الكتاب تزويد الطالب ببعض المعارف والمهارات المكملة لما هو أساسي من مفردات المنهج والتي تعينه على الفهم والتبصرة في هذا العلم الذي يعد مفتاحاً للعلوم التي يدرسها في علوم القرآن والتربية الإسلامية.

أوضح الكتاب علم بالمنطق؛ لأنه نافع للنطق الظاهري والباطني معاً، فهو يقوي قوة التكلم في الإنسان، حيث أنّ التكلم عبارة عن بيان ما هو مخزون في الذهن، وكذلك يعصمه من الخطأ في فهم وإدراك الكليات.فعلم المنطق يصحح أفكار الإنسان ويرشده إلى طريق الاستنتاج الصحيح، ويدربه على تنظيم أفكاره وتعديلها، بمعنى أنّه يتكفل تصحيح النطق الباطني ( التفكير الصحيح)، كما أنّ النحو والصرف يتكفلان تصحيح النطق الظاهري. فالمنطق لا يعلم الإنسان التفكير، بل يعلمه طرق التفكير الصحيحة، وكذلك النحو والصرف لا يعلمان الإنسان النطق والكلام بل يعلمانه تصحيح النطق والكلام.علماً أنّ أسمى هدف للمنطقي وأقصى مقصد له مباحث الحجة، لنحتج بها على الخصم ونستدل بها على المطلوب، وعليه جميع فإنّ جميع بحوث التصورات هي مقدمات لهذا المقصد. فأما حاجتنا لمباحث الألفاظ للاستفادة منها في مقام الاستدلال، حيث أننا نحتاجها لإرضاء الخصم وإقامة الحجة عليه وإقامة الدليل بصورة صحيحة. وأيضاً لأنّ تفكير الإنسان في الاستدلال غالباً ما يكون بإحضار الألفاظ في ذهنه، فإذا أخطأ المفكر في الألفاظ الموجودة في ذهنه أختل استدلاله وتأثر. وأما حاجتنا إلى مباحث الكلي والجزئي فلأنّه يبحث فيها عن أجزاء القضايا التي يتألف منها الاستدلال، بالإضافة إلى أنها مقدمة إلى مباحث المعرِّف، والتي هي بدورها مقدمة لمباحث القضايا التي هي أساس مباحث الحجة.

فالحجة (الدليل) هي عبارة عما يتألف من قضايا يتجه بها إلى تحصيل المطلوب. والحجة تنقسم إلى قسمين:1-باعتبار مادة القضايا، 2- باعتبار استلزام النتيجة

والحجة باعتبار مادّة القضايا تنقسم إلى إلى خمسة أقسام، وهي كما يلي:

1-البرهان: وفيه مواد المقدمات يقينية، وهي البديهيات (الأوليات، الوجدانيات، الحسيات، الفطريات، الحدسيات، المتواترات، التجربيات). والبرهان يفيد تصديقاً جازماً، وكان المطلوب حقاً واقعاً، فالغرض منه معرفة الحق من جهة ما هو حق واقعاً.

2-الجدل: وفيه مواد المقدمات غير يقينية، وهي (المسلمات، المشهورات).

والجدل يفيد تصديقاً جازماً، ولكن لم يعتبر فيه أن يكون المطلوب حقاً، بل المعتبر فيه عموم الاعتراف أو التسليم، والغرض منه إفحام الخصم وإلزامه.

3-المغالطة (السفسطة): وفيها مواد المقدمات غير يقينية، وهي ( الوهميات، المشبهات). والمغالطة تفيد تصديقاً جازماً، وقد اعتبر فيه أن يكون المطلوب حقاً، ولكن ليس بحق واقعاً، والغرض منه كبت الطرف المقابل ومغالطته.

4-الخطابة: وفيها مواد المقدمات غير يقينية، وهي (المظنونات، المقبولات).

والخطابة تفيد تصديقاً غير جازم، والغرض منه إقناع الجمهور.

5-الشعر: وفيه مواد المقدمات غير يقينية، وهي (المخيلات).

والشعر يفيد غير التصديق من التخيل والتعجب ونحوهما، والغرض منه حصول الانفعالات النفسية.

والحجة باعتبار استلزام النتيجة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: هي كما يلي:

1-التمثيل: يفيد الاحتمال؛ لأنّه ينتقل الذهن من خلاله من الحكم على أحد الشيئين إلى الحكم على الشيء الآخر لجهة مشتركة بينهما(الاستدلال من حال أحد الجزأين على حال الآخر). وهذا الاسلوب المنهجي يسمى بالقياس في الفقه.

مثال: الحكم على شخص كريم؛ لأنّه يشبه في بعض صفاته كريماً يعرفه، الحكم على قلم بأنّه حسن؛ لأنّه يشبه قلماً جربناه.

2-الاستقراء: وفيه يكون الحصول على حكم كلي بعد دراسة واستقراء عدّة جزيئات، فيستنبط منها حكماً عاماً. فالحكم فيه يسري من الجزئي إلى الكلي، (الاستدلال من حال الجزئيات إلى حال الكلي). ولأنّه لا يمكن استقراء جميع أفراد العالم فهو ناقص وظني.

مثال: توقع صوت الرعد عند مشاهدة البرق في السحاب، الحجر يبتل بوضعه في الماء، السكينة تقطع الأجسام الطرية.

3-القياس: قول مؤلف من قضايا متى ما سلِّم بها لزم عنه لذاته قول آخر (فهو تصديق جازم مطابق للواقع). ويكون فيه الحكم من الكليات إلى الجزئيات، (الاستدلال من حال الكلي على حال الجزئي أو كلي آخر).

شاهد أيضاً

كلية التربية تقيم دورة في علم المنطق

قام قسم علوم القرآن والتربية الإسلامية في كلية التربية جامعة ميسان دورة في علم المنطق …