رسالة ماجستير في كلية التربية جامعة ميسان تناقش (تشكلات الوحي في المدونة التراثيّة الإسلاميّة_ قراءة في المتخيل الدينيّ والنص القرآنيّ)

ناقشت رسالة الماجستير في قسم التاريخ بكلية التربية جامعة ميسان والموسومة (تشكلات الوحي في المدونة التراثيّة الإسلاميّة_ قراءة في المتخيل الدينيّ والنص القرآنيّ)

للطالب (باسم علي عبود الساعدي) وبإشراف الاستاذ الدكتور شهيد كريم وبحضور السيد عميد الكلية الاستاذ المساعد الدكتور براق طالب شلش

وتضمنت الرسالة دراسة ظاهرة الوحي بعدّها من المواضيع الغنيّة في الكتابات التاريخيّة؛ لأنّها تمثل لحظة التأسيس للإسلام، حيث يتقاطع فيه الدين بالتاريخ والثقافة، وعليه فإنّ فهم الوحي يعني فهم كيفية نشوء النصّ القرآني وبداية التجربة النبويّة، فهو أمرٌ جوهريّ لفهم تطور الفكر الإسلاميّ والفقه والتفسير.

وأوضحت الرسالة أنّ مسألة غموض صورة الملاك أو الوحي في القرآن والنصّ النبويّ الموثوق، فيعود إلى أنّ الهدف الأساسيّ كان التركيز على الرسالة والمضمون، لا على التفاصيل الجزئيّة، كما أنّ الإبهام يترك مساحة للتأمل الروحي، إلا أنّ توسع الرقعة الجفرافية للدولة العربيّة الإسلاميّة فتح الباب أمام مسلميّ الفتح وأصحاب الديانات الأخرى للتساؤل عن طبيعة الإيحاء وآلية تلقي الوحي في الإسلام، وكنتيجة لصمت النصّ القرآني والحديث النبويّ الموثوق عن تبيان حقيقة كيان هذا المفارق الغيبيّ، وجد من تسلم زمام السلطة أنفسهم أمام هذا الكم الهائل من التساؤلات، فلم يجد مخرجاً إلا من خلال القصّاص الذين كان أكثرهم من أهل الكتاب أو متأخري الإسلام، وعليه تأثرت الروايات الإسلاميّة بصور الملائكة في النصوصّ اليهوديّة والمسيحيّة، التي يظهر فيها الملاك كوسيط بين الله(عزوجل) والأنبياء، وهي فكرة تبنتها الروايات الإسلاميّة، مع التأكيد على دور جبرائيل(عليه السلام) في تبليغ الوحي للنبي محمّد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم). كما وتأثرت المدونة الإسلاميّة بالمفاهيم العربيّة السابقة عن الكائنات غير المرئيّة، مثل الجن والهواتف، حيث كان العرب يرون أنّ الشعراء يرتبطون بجنٍّ يلهمهم، وبناءًا على هذا أُعيد تأطير هذه التصورات في الإسلام ضمن مفهوم الوحي.

واستنتجت الرسالة إلى، أنّه قد أسهم المخيال الدينيّ الشعبيّ في إثراء صورة الملاك في كتب السيرة والتفسير، حيث ظهرت أوصاف تتجاوز ما ورد في النصوصّ الأساسيّة، مثل تصوير جبريل(عليه السلام) بأجنحة متعددة أو ظهوره بهيئات بشريّة. وهذا التوسع جاء غالباً لتقريب المفاهيم الغيبيّة إلى الأذهان، أو لعدم معرفتهم بأيّة واسطة مرئيّة بين السماء والأرض سوى الطير كعنصر لديه أجنحة، إلا أنّ ذلك انعكس سلباً على السرديّات الدينيّة السابقة والخيال الجمعيّ للعرب حيال موضوعة الوحي.

Scroll to Top