وقشت رسالة ماجستير في قسم التاريخ بكلية التربية جامعة ميسان الموسومة (السبي في بلاد الأندلس 92–609هـ / 711–1212م) للطالبة آسيا لفته
بإشراف الأستاذ الدكتور قاسم عبد سعدون .
تناولت الرسالة ظاهرة السبي في التاريخ الأندلسي ، في إطار الصراع المتواصل بين المسلمين والنصارى في شبه الجزيرة الإيبيرية ، بوصفها ظاهرة تاريخية متجذرة لا يمكن فصلها عن السياق العام للحروب المتبادلة ، التي شكلت ملامح تلك الحقبة المضطربة.
أكدت الرسالة تتبع جذور السبي في التاريخ الأندلسي ، من لحظة الفتح الإسلامي للأندلس سنة 92هـ ، مروراً بمراحل الدولة الإسلامية المختلفة ، وصولًا إلى موقعة العقاب سنة 609هـ ، كاشفة عن تحولات هذه الظاهرة وطبيعة حضورها في المشهدين السياسي والعسكري ، وارتباطها الوثيق بموازين القوى والتوسع والانكماش في النفوذ الإسلامي.
بينت الرسالة أن السبي لم يكن مجرد نتيجة عرضية للمعارك ، بل كان أداة متبادلة في الحرب ، مارسها الطرفان ، المسلمون والنصارى ، كلٌّ بحسب سياقه وظروفه السياسية والعسكرية ، كما كشفت عن بشاعة بعض صور السبي ، لاسيما حين اقترنت بالقتل والتنكيل ، وغياب الأطر الإنسانية أو الدينية التي تضبطها.
وقد أظهرت الدراسة أن تكرار ظاهرة السبي في كل مرحلة تاريخية من مراحل الحكم الإسلامي في الأندلس ، كان له أثر بالغ في البنية الاجتماعية ، وترك انعكاسات واضحة على تركيبة المجتمع ، وأدوار النساء ، وتحولات السكان ، مما يجعلها أداة حيوية لفهم طبيعة الصراع الديني والسياسي آنذاك.
وتوصلت الرسالة إلى أن ظاهرة السبي لم تكن طارئة أو ثانوية ، بل كانت أحد أبرز ملامح التفاعل الدموي بين الطرفين ، ومفتاحاً لفهم مآلات الصراع ، ووسيلة لفهم آليات التفكك التدريجي الذي تعرض له الوجود الإسلامي في الأندلس.





