ناقشت رسالة الماجستير في كلية التربية جامعة ميسان الموسومة (أثر حرب الخليج الثانية على القضية الفلسطينية ١٩٩٠-١٩٩٣)
للطالبة(ندوه ميذاب مثنى) بإشراف الأستاذ الدكتور (أمير علي حسين)
بينت الرسالة ان المجتمع الدولي والعالم العربي شهد حدثا في اواخر القرن العشرين تمثل بالاجتياح العراقي للكويت في الثاني من آب ١٩٩٠ وقد كان لهذا الاجتياح انعكاسات كبيرة لما تبعه من أحداث امتدت إلى تشكيل التحالف الدولي وبدء العمليات العسكرية في ١٨ كانون الأول وتحرير الكويت في ٢٨ شباط ١٩٩١ وكان لدولة فلسطين والشعب الفلسطيني نصيب من هذه التطورات التي حدثت على الساحة العربية لأن العديد منهم عانوا التهجير والترحيل من وطنهم فلسطين بعد العدوان الإسرائيلي والاستيطان القسري لليهود في فلسطين لذا نجد من بين الحكومات التي رحبت بالمهاجرين الفلسطينيين هي دولة الكويت وكانت الجالية الفلسطينية من أكثر الجاليات عددا فيها وقد كان لموقف الحكومة الفلسطينية المساندة للنظام العراقي تأثيراً كبيراً على الساكنين في الكويت لذا عانت هذه الجالية من مظاهر الاقصاء والاستبعاد .
وتضمنت الرسالة ان حرب الخليج الثانية وما تاثيرها على الشعب الفلسطيني ودورها في مشروع التسوية الذي قدمته الحكومة الأمريكية لأحداث الشرق الأوسط بعد نهاية العمليات العسكرية في الكويت ومعرفة الابعاد الحقيقة للاثار التي تركتها حرب الخليج الثانية على منطقة الشرق الأوسط بعد أن كانت القضية الفلسطينية القضية المركزية طيلت الفترة التي سبقت حرب الخليج الثانية إذ مثلت الحرب انعطافه حاده في مسار تطور القضية الفلسطينية وخيارات الحل أمام منظمة التحرير الفلسطينية بعد التحولات على المستوى الإقليمي والدولي أدت الحرب إلى عزل الشعب الفلسطيني وتصفية قضية تحت غطاء التسوية وعملية السلام وما أن انتهت حرب الخليج الثانية حتى مهدت الطريق أمام الولايات المتحدة الأمريكية للتفرد بالقرار السياسي بعد تفكيك جمهوريات الاتحاد السوفيتي وانتهاء حقبة الثنائية القطبية لذا كان لها الدور الكبير في تسوية الصراع العربي الإسرائيلي وتوفير أوضاع مثالية لإسرائيل لمفاوضاتها مع فلسطين بعد تحطيم القوة العراقية التي مثلت أكبر تهديد لحليفتها إسرائيل.
وتوصلت الرسالة ان حرب الخليج الثانية أدت إلى انفراد الولايات المتحدة الأمريكية بالهيمنه والسيطرة على المنطقة العربية الأمر الذي منحها قدرة كبيرة للحفاظ على مصالحها على المستوى الاستراتيجي وضمان الاستقرار في المنطقة العربية وذلك من خلال إزالة كل عوامل التوتر في المنطقة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تعتبر العامل الرئيسي في تأجيج الصراع العربي الصهيوني وقد مهدت لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط في ٣٠تشرين الأول ١٩٩١ عرف بمؤتمر مدريد للسلام وادى المؤتمر إلى توقيع اتفاق أوسلو في ١٣ ايلول عام ١٩٩٣ وبذلك يكون مؤتمر مدريد واتفاق أوسلو الذي أدى إلى اعتراف متبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني من اهم نتائج حرب الخليج الثانية على القضية الفلسطينية