نظم قسم التاريخ بكلية التربية جامعة ميسان ندوة علمية بعنوان (الحقيقة التأريخية بين الأثر المرئي والحدث المروي) بحضور طلبة المرحلة الرابعة
تضمنت الندوة مصداقية الحقيقة التأريخية ورصانتهِا، تأتي من قرب المؤشر التأريخي من زمان ومكان الحدث، أي زمكانية الحدث. وقد يكون ذلِكَ المؤشر أثر مرئي، معقول من قبل المؤرخ، بشكل فني، عماري أو مكتوب، ليأتي دوره بسرد وتحليل ذِلَك المؤشر، ومضمونهِ التأريخي الثابت الواضح والقريب من فترة الحدث ومكانه إن لم يكن من فترتِهِ، لا يحتمل التلاعب فيه.
بينت الندوة عكس المؤشر المروي المنقول عبر عدة مصادر، لاسيما مع وجود فترة فاصلة طويلة في الزمان ما بين الحدث التأريخي إن وجِدَ وما بين المروي التأريخي، يحتمل التلاعب في مضمونهِ من تحريف زيادةً أو نقصاً، فضلاً عن المبالغة وتزويق الحدث مع إضفاء قدسية إجتماعية، سياسية، فكرية ودينية الغرض منها ترويج رؤية ما، وربما يكون هذا المروي لسد فراغ تأريخي أو خيالاً خصِبا لغرض ما، فضلاً عن التكرار والإصرار في الرواية، سيجعل منها حدثاً تأريخياً ثابِتاً، مقبولاً من المؤرخ المتلقي الإتكالي قصير النظر، ليبدأ النِقاش في تفاصيل هذا المروي الذي ثبت من خلال التكرار والإصرار وليس في أصولِهِ.