نوقشت رسالة ماجستير في قسم التاريخ بكلية التربية جامعة ميسان والموسومة: “عقوبة الصلب في العصر العباسي (132–334هـ)”.للطالبة سجى كامل قاسم بإشراف الأستاذ الدكتور هاشم داخل حسين
تناولت الرسالة العقوبة في إطارها الشرعي، قبل أن تنحرف عن مسارها في التطبيق العملي، إذ تحولت من تشريع رباني هدفه حماية المجتمع وإقامة العدل، إلى أداة بيد السلطة العباسية لترهيب الخصوم وترسيخ هيمنتها السياسية. فقد شهد العصر العباسي الأول أسبابًا متعددة لتطبيق هذه العقوبة، كان في مقدمتها البعد السياسي، ثم الأسباب الدينية والإدارية والاجتماعية، فضلاً عن الدوافع الشخصية التي غذّت الصراعات داخل البيت العباسي.
أوضحت الرسالة هذا التحول بجلاء، من خلال استقراء النصوص التاريخية والفقهية، مبرزةً كيف غلبت على العقوبة الصبغة التعسفية على حساب مقاصدها الشرعية.
خلصت الرسالة إلى أن لعقوبة الصلب ألفاظاً متعددة في اللغة تحدد طبيعة التنفيذ ودقته، وأنها لم تكن غريبة على الحضارات السابقة بل وردت في نصوص قانونية شرقية وغربية، كما تبيّن أن العقوبة رغم ثبوتها في مصادر التشريع الإسلامي إلا أن التطبيق العباسي غلبت عليه الصبغة التعسفية، إذ استُخدمت غالبًا لأسباب سياسية شكّلت النسبة الأكبر نتيجة ما شهده البيت العباسي من اضطرابات وصراعات داخلية.


