رسالة ماجستير في كلية التربية تناقش “صناعة القرار في تاريخ المغرب الإسلامي (22–92هـ/642–711م)”.

نوقشت رسالة ماجستير في جامعة ميسان – كلية التربية – قسم التاريخ والموسومة:

“صناعة القرار في تاريخ المغرب الإسلامي (22–92هـ/642–711م)”.للطالبة هاجر بهزاد حسين وبإشراف الدكتور غفران محمد عزيز

تناولت الرسالة مرحلة الفتح الإسلامي للمغرب، مبيّنة أن أحداث هذه الحقبة لم تكن مجرد وقائع عسكرية متتابعة، بل محطة تأسيسية أسهمت في رسم مستقبل المنطقة سياسياً وعسكرياً وإدارياً وحضارياً، كما أبرزت الدراسة أن القرارات المصيرية آنذاك لم تكن ارتجالية، وإنما صدرت بتوجيه مباشر من الخلفاء والولاة والقادة العسكريين، فجاءت انعكاساً للتحديات الكبرى التي واجهت الدولة الإسلامية في صدرها الأول.

تضمنت الرسالة ثلاثة فصول ، تناول الفصل الأول مفهوم صناعة القرار وجذوره في النصوص الشرعية والتجربة الإسلامية حتى نهاية العصر الراشدي. أما الفصل الثاني فخصّ بدراسة صناعة القرار السياسي والعسكري في المغرب خلال المدة (22–92هـ)، محللاً العوامل المؤثرة في توجيه القرارات وأساليب الدولة الأموية في إدارة الفتح، في حين عُني الفصل الثالث بصناعة القرار الإداري والحضاري، عبر بيان الآليات التي ضُبطت بها شؤون المناطق المفتوحة، وإبراز مظاهر القرار الحضاري الذي أسس لاستقرار ثقافي واجتماعي في المغرب بعد الفتح.

بينت الرسالة توظيف مصطلح “صناعة القرار” بوصفه مصطلحًا حديثًا في قراءة النصوص التاريخية واستنطاقها، محققة بذلك إضافة علمية جديدة في حقل الدراسات التاريخية، إذ تجاوزت السرد التقليدي للأحداث إلى تحليل آليات التفكير التي وجّهت تلك القرارات وصاغت مسار الفتح الإسلامي في المغرب.

خلصت الرسالة إلى أن صناعة القرار في هذه المرحلة كانت عملية مركبة تتداخل فيها الأبعاد السياسية والعسكرية والإدارية والحضارية، وأسهمت في ترسيخ الوجود الإسلامي بالمغرب، حيث تميزت القرارات بمرونة وواقعية في مواجهة التحديات، وبقدرة على الموازنة بين مقتضيات الفتح ومتطلبات استقرار المجتمع الناشئ.

Scroll to Top