رسالة ماجستير في كلية التربية تناقش (موقف مصر من حلف بغداد 1955-1959)

ناقشت رسالة ماجستير في كلية التربية جامعة ميسان، (موقف مصر من حلف بغداد 1955-1959) ، للطالب جواد كاظم حصين. وبإشراف الدكتور يوسف طه

تضمنت الرسالة بان حلف بغداد، الذي عُقد عام 1955، عُد من أبرز الأحداث التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط في بداية الحرب الباردة. وقد أثار هذا الحلف جدلًا واسعًا في المنطقة، لاسيما فيما يتعلق بموقف الدول العربية منه. وتأتي هذه الرسالة لتسلط الضوء على موقف مصر من هذا الحلف، وتسعى إلى فهم الأبعاد المختلفة لهذا الموقف وتأثيره على السياسة المصرية والعربية

بينت الرسالة بأن حلف بغداد الذي تشكل باتفاق بين العراق وتركيا ثم انضمت إليه بريطانيا وباكستان وإيران (بينما اكتفت الولايات المتحدة بالانضمام الى بعض لجانه)، احدث ردود فعل قوية من جانب مصر. فقد شنت الحكومة المصرية حملة إعلامية شاملة ضد الحلف وضد رئيس الوزراء العراقي نوري السعيد، معتبرة انضمام العراق إلى تحالفات غربية خرقًا لمعاهدة الضمان الجماعي العربي المنبثقة عن جامعة الدول العربية. وقد تسبب هذا الموقف المصري في تدهور كبير للعلاقات الثنائية بين العراق ومصر، وهو الأمر الذي استمر حتى خروج العراق من الحلف في عام 1959.

أكدت الرسالة على ان نوري السعيد أعتقد بأن الدول العربية بمفردها لن تستطيع الدفاع عن نفسها، مؤكدًا على ضرورة الاستعانة بالقوى الغربية, انطلاقًا من رؤيته بأن الهجوم السوفيتي على المنطقة أمر حتمي، في المقابل، تبنت الحكومة المصرية موقفًا مغايرًا، دعت فيه إلى اعتماد العرب على قدراتهم الذاتية في حماية بلدانهم، ورفضت فكرة الاعتماد على الدول الكبرى، معتبرةً مثل هذه التحالفات شكلًا جديدًا من الهيمنة والاستعمار. أدت هذه الرؤى المتباينة إلى نشوء صراع حاد بين الحكومتين العراقية والمصرية، حيث سعى كل طرف لإضعاف الآخر بعد توقيع حلف بغداد. فقد شن الرئيس المصري جمال عبد الناصر حملة إعلامية واسعة النطاق ضد رئيس الوزراء العراقي نوري السعيد. وسخّرت وسائل الإعلام المصرية، بما فيها الإذاعة والصحف، لمناهضة حلف بغداد

توصلت الرسالة عدداً من الاستنتاجات :

– أن صعود الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى مهيمنة بعد الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، على حساب تراجع الدور البريطاني في رسم السياسة الدولية، دفعها إلى تبني استراتيجية للسيطرة على دول العالم. وقد تجسدت هذه الاستراتيجية في إطلاق مشاريع سياسية وعسكرية واقتصادية تهدف إلى فرض الهيمنة وضمان الولاء، وكان حلف بغداد مثالًا واضحًا على هذه المساعي.

– في أعقاب الحرب العالمية الثانية، كانت القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والاتحاد السوفيتي، منخرطة في صراع كبير على النفوذ العالمي. وقد حظيت منطقة الشرق الأوسط بأهمية خاصة في هذا الصراع نظرًا لموقعها الاستراتيجي ومواردها الاقتصادية. وقد سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى ترسيخ نفوذها في هذه المنطقة التي كانت تعتبر تقليديًا ضمن دائرة النفوذ البريطاني، حليفها الأساسي.

Scroll to Top