رسالة ماجستير في كلية التربية بجامعة ميسان تناقش (موقف الاتحاد السوفيتي من حرب الخليج الثانية 1990 – 1991).

ناقشت رسالة ماجستير في قسم التاريخ بكلية التربية جامعة ميسان والموسومة (موقف الاتحاد السوفيتي من حرب الخليج الثانية 1990 – 1991) للطالبة (شيماء فنجان حسناوي) وبإشراف الأستاذ الدكتور (أمير علي حسين).

تضمنت الرسالة موقف الاتحاد السوفيتي من حرب الخليج الثانية التي امتدت منذ الاحتلال العراقي للكويت في الثاني من آب 1990 وحتى تشكيل التحالف الدولي وتحرير الكويت في 28 شباط 1991، اذ كان الاتحاد السوفيتي أواخر عقد الثمانينيات يعيش تحولات جوهرية على الصعيدين السياسي والعسكري، مما دفعه إلى تجنب الصراعات الدولية للتركيز على الوضع الداخلي، والتخلي عن كثير من مبادئ الحرب الباردة، بما فيها دعم قضايا التحرر ومواجهة الجهود الأمريكية في السيطرة على العالم، واستبدلها بنظرية توازن المصالح والدعوة إلى تسوية النزاعات بالطرق السلمية، وكل هذا أثر على موقفه من الاحتلال العراقي للكويت، لم يكن الاتحاد السوفيتي مهيئاً للعب دور مضاد بصورة عملية للولايات المتحدة الأمريكية، في الوقت الذي توقع فيه العراق ان يتلقى الدعم منه، ومع ذلك فقد بذل جهوداً لإقناع الولايات المتحدة الأمريكية بمعالجة الأزمة بالطرق السلمية عبر مجلس الأمن الدولي، والاكتفاء بالضغط على العراق للانسحاب من الكويت، واستبعاد الخيار العسكري، مع تأييد فرض عقوبات اقتصادية عليه.

تهدف الرسالة الى معالجة الموضوع لقضية مهمة تتمثل بموقف دولة عظمى (الاتحاد السوفيتي) في ازمة بين بلدين هما من اكبر الدول المصدرة للنفط في العالم، وارتباط الاتحاد السوفيتي بعلاقات قديمة مع البلدين على الصعيد السياسي والاقتصادي وغيرها، فضلاً عن عدم وجود دراسة اكاديمية سابقة تناولت الموضوع.

توصلت الرسالة إلى مجموعة من الاستنتاجات:

1. ادى خروج العراق من الحرب مع إيران بخبرات عسكرية كبيرة، إلى أن تفكر الولايات المتحدة الأمريكية بجر العراق إلى حرب ثانية لضرب جيشه الذي اصبح اقوى جيش في المنطقة، فبحثت الولايات المتحدة الامريكية عن ادوات لها لتحقيق أهدافها، فوجدت ضالتها المنشودة في الكويت، واستغلت ردود الفعل السريعة للرئيس العراقي آنذاك واندفاعه واعتقاده ان ظروف الحرب مع إيران ما زالت قائمة.

2. اظهرت الحرب عجز الاتحاد السوفيتي عن الاستمرار في لعب دوره كقوة عظمى في منافسة الولايات المتحدة الأمريكية في العالم، بل ان السوفييت قد باعوا اراداتهم مقابل اغراءات دفعتها لهم الولايات المتحدة الأمريكية وبضغوط اقتصادية وربطها للمساعدات بالمواقف التي تخدمها، الامر الذي كان مؤشراً قوياً على سقوط الاتحاد السوفيتي بعد ذلك بأشهر قليلة.

3. عانى العراق كثيراً بعد نهاية الحرب من تدمير قطاعاته وامست الحكومة العراقية في اضعف حالاتها، ودمرت البنية التحتية للعراق وجيشه الذي كان يعد اقوى جيوش المنطقة، وتم فرض عزلة شديدة على تلك البلاد اثر قرار هيئة الامم المتحدة فرض عقوبات اقتصادية خانقه عليها استمرت ثلاثة عشر عاماً.