ناقشت رسالة الماجستير في قسم التاريخ بكلية التربية جامعة ميسان الموسومة بـ (حرب المحيط الهادىء ١٨٧٩-١٨٨٤) والتي تقدمت بها طالبة الدراسات العليا نور سعدون جاسم العكيلي وبإشراف الأستاذ الدكتور لطفي جميل محمد
تهدف هذه الرسالة إلى دراسة حرب المحيط الهادئ بين عامي ١٨٧٩-١٨٨٤ والتي تعد واحدة من أبرز الحروب في قارة أمريكا الجنوبية وتعرف أيضا باسم (حرب الملح الصخري ) وتعود جذور هذا الصراع بين (تشيلي و بيرو و بوليفيا) إلى حقبة محاولات الاستقلال عن الاحتلال الإسبانية، ويرجع ذلك إلى عدم الوضوح التام في ترسيم الحدود بين البلدان الثلاث، فقد مرت كل من تشيلي و بيرو و بوليفيا بمشاكل حدودية لم يتم حلها بعد الاستقلالهم عن اسبانيا، شهدت الدول الثلاثة إزمة اقتصادية كبير بعد حرب الاستقلال ، وإلى جانب ذلك كانت بيرو تبحث عن موقع تجاري دولي لمنافسة ميناء فالبارايسو التشيلي ، والسيطرة على تجارة ساحل المحيط الهادئ .
بينت الرسالة مشكلة ترسيم الحدود في عام ١٨٧٠ مع اكتشاف رواسب النترات والملح الصخري في مقاطعتي تاراباكا البيروفية و إنتوفاغاستا البوليفية، كانت لرواسب اهمية كبيرة لأنها تدخل في صناعة البارود ، ادى التنافس اقتصادي بين الدول إلى عقد معاهدة سرية بين كل من بوليفيا وبيرو في عام ١٨٧٣ خوفاً من أن تتوسع التشيلي والسيطرة على الرواسب النترات ، لقد بدأت علامات اندلاع حرب المحيط الهادئ منذ الوهلة الأولى لاكتشاف المعادن ، وكذلك لا يمكن التغاضي عن تدهور الأوضاع السياسية في بوليفيا و بيرو وتغير الحكومات بسرعة كبيره للغاية، وعادة كل حكومة جديدة تتراجع عن المعاهدات والاتفاقيات التي أبرمتها سابقاً اثر كبير في العلاقات بين الدول بشكل كبير ، وإلى جانب اكتشاف تشيلي معاهدة السرية بين بيرو و بوليفيا، وبهذا أعطت ضريبة ( العشرة سنتات) التي فرضتها بوليفيا على تشيلي ، ذريعةً لإعلان الحرب عام ١٨٧٩ واحتلال أنتوفاغاستا من قبل تشيلي ، وأستمرت الحرب أربع سنوات درات فيها عدة معارك بحرية و برية ، فحققت التحالف البيروفي و البوليفي انتصاراً سريعا وحاسماً على القوات التشيلية، إلا أن الحال لم يستمر على هذه النتائج سرعان ماتحولت كفة الميزان لصالح القوات التشيلية.
لم تكن هناك مواقف دولياً رسمياً في بادئ الأمر ، لكن التطور العسكري لهذا الصراع، نتج عن التدخل الولايات المتحدة والسعي لإنهاء الحرب بين الدول من خلال عقد مؤتمر اريكا عام ١٨٨٠ قد تمخض المؤتمر عن عدد من المقررات السياسية و اقتصادية الا انها صعبة التنفيذ، لم تقف المحاولات الدولية عند مؤتمر أريكا كانت هناك عدد من المحاولات ، الا أنها لم تصل لحل نهائي .
فقد انتهت الحرب باحتلال القوات التشيلي ، عاصمة بيرو وعقد معاهدة أنكون عام ١٨٨٣ بين تشيلي و بيرو وبموجب معاهدة احتفظت تشيلي بمقاطعات تاكنا و أريكا ، و بينما عقدت هدنة فالبارايسو عام ١٨٨٤ بين تشيلي و بوليفيا بموجب هذه الهدنة فقدت بوليفيا ربع أراضيها واصبحت دولة غير ساحلية .