شارك الاستاذ الدكتور محمد كريم الساعدي التدريسي في كلية التربية الاساسية

شارك الاستاذ الدكتور محمد كريم الساعدي التدريسي في كلية التربية الاساسية

قسم التربية الفنية ببحث حمل عنوان ( فاعلية المسرح في تأسيس وعي ثقافي / المسرح في محافظة ميسان إنموذجاً ) في مهرجان العراق الوطني للمسرح الدورة الأولى من مهرجان العراق الوطني للمسرح ( دورة سامي عبد الحميد / من 1 إلى 7 اب 2021) ضمن الملتقى الفكري للمهرجان في القاعة العراقية فندق فلسطين – بغداد

ويتناول البحث ثلاثة مباحث ، هي :
أولاً: الثقافة وخصائصها بين المدينة والمسرح
على أعتبار أن من خصائص الثقافة في مجالات المختلفة ومنها الفنون وبخاصة المسرح هي الآتي :-“

  • الثقافة هي ظاهرة إنسانيّة، فهي تُعبّر عن إنسانيّة البشر، وبهذا فهي تعتبر فاصلٌ نوعيّ بين الإنسان وسائر الكائنات الحيّة، فهي الوسيلة المثلى لالتقائه مع الآخرين.
  • تحدد الثقافة ذات الفرد وعلاقته مع الطبيعة وما ورائها ومدى تفاعله معها والعلاقة التي تربطه بها في كافة مجالات الحياة، إضافة لعلاقة هذا الفرد مع نظرائه.
  • تُعتبر الثقافة هي قوام الحياة الاجتماعيّة، فلا يخلو أيّ عملٍ فكري أو فني جمالي أو اجتماعي منها، فهي تقوم بتيسير سبل التفاعل مع المحيط سواءً كان هذا المحيط مادّة أو بشر أو مؤسسة.
  • تمتاز الثقافة بأنّها عمليّة إبداعيّة متجددة، تقوم بإبداع كلّ ما هو جديد ومستقبلي عن طريق عدد من القرائح التي تُعبّر عنها وتمثلها، فعمليّة التفاعل سواءً مع الواقع أو التجاوز باتجاه المستقبل، ويُعتبر هذا التكيف من الوظائف الحيويّة لها.
    الثقافة هي عبارة عن إنجاز كمّي مستمر عبر التاريخ، فهي بالإضافة لاحتوائها على كل ما هو جديد تُحافظ على التراث وتجدّد قيمه الفكريّة والروحيّة والمعنويّة، وتدمجه وتوحّده بكل ما هو جديد مساراً وروحاً ومثلاً، ويعتبر هذا الأمر أحد المحرّكات الأساسيّة للثقافة وواحد من أبعادها الأساسيّة.”( )
    ثانياً : فاعلية المسرح في تأسيس وعي المدينة الثقافي.
    ويمكن أن تتأطر هذه الفاعلية من خلال تأزر المجالات الفنية والثقافية بين المدينة والمسرح من خلال الآتي:-
  • أن المسرح اداة فاعلة من أدوات الثقافة في المدينة فهو الذي يعمل على تشكيل الوعي من خلال الافكار التي يطرحها الكاتب المسرحي ويجسدها المخرج المسرحي من خلال عناصر العرض في الفضاء المسرحي المغلق ،أو المفتوح ، لذا فإن هذه الاداة تمتلك من الحركية والأستمرارية ما يكفيها من تفعيل الثقافة وروحها في المدينة ، إذا ما استخدمت بطريقة سليمة .
  • المسرح والمدينة يشكلان علاقة متبادلة من الوعي الثقافي للفرد والمجتمع ، وأحدهما يكمل الأخر في نشر الثقافة ، أي لا توجد ثقافة في المدينة من دون أستخدام المسرح بوصفه أداة ثقافية قادرة على التفعيل الثقافة في المدينة ، وكذلك العكس صحيح ، لا يمكن للمسرح أن ينهض بوصفة مجال للثقافة مالم تكن هناك مدينة قادرة على استيعاب متطلباته الحضارة وفضاء الحرية التي يستطيع من خلالها المسرح أن ينجح في تقديم أفكار جديدة وتفعيل الروح الثقافية في المدينة .
  • أن من أساسيات نشر الثقافة والوعي في المدينة هو توفير متطلبات ناجحة للمسرح مثل الأبنية والعمران المدني ، وكذلك لا يمكن أن يكون المسرح ناجح في ايجاد حياة ثقافية في المدينة مالم يكن هناك عدد من العاملين الذين يدركون أهمية المسرح على اعتباره جزء من عملية التحديث الثقافي في داخل المدن العصرية ذات الثقافات المتنوعة وليست ذات افق منغلق على نفسه .
  • أن الفاعلية الثقافية التي يقدمها المسرح في المدينة لا يمكن أن تشمل جانب معين وتغفل عن الوصول الى الجوانب الأخرى ، فالمسرح وجد من أجل تطوير وتفعيل الفكر الإنساني والثقافة المجتمعية وكذلك يدخل في مجالات التعليم والترفيه والتثقيف في مختلف جوانب الحياة ابتداءاً من الأسرة والمدرسة والمعمل والمصنع وانتهاءاً بالساحات العامة ومراكز التجمعات الإنسانية ، لأن المسرح أداة نافعة من الممكن أن توظف في اي مجال كما حدثت في التعليم كما ذكرنا في بداية انطلاقة المسرح في ميسان .
  • المسرح يقع من ضمن البنى التي تسهم في التنفيس عن الضغوطات النفسية للمجتمعات من خلال خاصية الترفيه ، وهذه النقطة تفيد في ايجاد مجتمع واعي بالحياة النفسية للفرد ، وايضاً قادر على المساهمة من تقليل المشاكل الأجتماعية ، وهو ما يساعد الحياة المدنية في التطور في المجتمعات .
    ثالثاً : مرتكزات الثقافة المسرحية ودورها في الوعي الثقافي في محافظة ميسان.
    وفي هذا المبحث وتناول الباحث دراسة ما يأتي :
  • تاريخ المسرح في ميسان و فاعلية المسرح الثقافية فيها: تناول الباحث أهم النقاط منذ بداية تأسيس المسرح في المدينة وما هي أهم العوامل المؤثر فيها ومن ضمن هذه العوامل كانت كالاتي :
    • العامل الديني الطقسي المتمثل في الطقوس الدينية من خلال ابناء الطوائف اليهودية والمسيحية والصابئية وأهم ما قدم في هذا المجال على مستوى العروض المسرحية .
    وكذلك العامل الديني الطقسي الاسلامي المتمثل بالتشابيه الدرامية لواقعة الطف .
    • الفرق المسرحية الزائرة من داخل العراق وخارجه وأهم الشخصيات المسرحية ومن ضمنهم الفنان الراحل حقي الشبلي الذي تكررت زياراته الفنية والأجتماعية والاقتصادية للمحافظة ، وكذلك الفرق المسرحية العربية ومن ضمنها فرقة الفنانة فاطمة رشدي والفنان عزيز عيد وما لها من اثر في تطوير المجال المسرحي في المحافظة .
    • الجمعيات التي تأسست في المجال المسرحي في داخل العمارة ومنها جمعية الطليعة التي ترأسها الفنان عيسى عبد الكريم وقدمت العديد من الاعمال المسرحية ومنها وقدمت الجمعية أعمال مسرحية عديدة من بينها مسرحية (تيمور لنك) ومسرحية (وليم تل) ومسرحية (قسمتي) ، ومن أهم من مثل هذه الجمعية من الفنانين عبد المحسن مله خصاف ، خالد نجم ، محمد سعيد حسون ، زاهر الفهد ، إبراهيم غزال .
  • المسرح التعليمي وثقافة المدينة في ميسان :
    لقد لعبت المؤسسة التعليمية دور مهم في ظهور الحركة المسرحية في ميسان وكما هي استفادت منها ايضاً في الترويج للتعليم في محافظة ميسان ، ومن النقاط التي ممكن رصدها في هذا المجال هي:-
    • وفر العامل التعليمي للمسرح في ميسان مكانا للعرض المسرحي متمثلاً في أبنية المدارس الابتدائية والمتوسطة آنذاك.