نُوقشت في كلية التربية جامعة ميسان ، رسالةُ الماجستير الموسومة ب( قصيدة الحشد الشعبي في الأدبِ الحديث_ دراسةٌ موضوعيةٌ فنّيةٌ) للباحثة رفل محمد حسن
وبإشراف الأُستاذ الدكتور خالد محمد صالح.
وهذه الدراسةُ تشكّلُ سبقاً بحثياً لجدتها،ولتناولها موضوعاً يرتبطُ بصُلبِ عقيدتنا ومرتكز وجودنا في عالمٍ كَثرت فيهِ الاضطرابت وعمّت الفوضى وتداعت قوى الشر وعلى رأسهم الأمريكان والصهاينة والعرب المتصهينون السائرون في ركابهم، فجُنّدت المجاميعُ من العصابات الإرهابية ودُفعوا ، ليقتحموا البلدان ويقتلوا الأبرياءَ،ويدمروا معالم الحضارة ،فكان ظهور( داعش) غرس ايديهم فاجتاحوا بعض مدن العراق،فتصدت لهم المرجعية الدينية العُليا وقد تمثّلَ هذا التصدي بفتوى الجهاد الكفائي التي انطلقت يوم ١٣/ حزيران / ٢٠١٤م.
وعلى إثرها لبّى العراقيون هذهِ الفتوى المباركة،فتأسست منظمة قتالية كبرى أُطلِقَ عليها هيأة الحشد الشعبي لتكون في طليعة المتصدين للمجاميع الإرهابية، وقد اوقف هذا التصدي المذهلُ المدّ الإرهابي،ثم انتقل التصدي إلى زحزحة العدوان وتكبيده الخسائر على الرغم من الدعم اللامحدود من قوي الشر،
وفي ظل هذه الظروف القتالية العصيبة والزحف نحو مواقع العدو،
نشأت قصيدة الحشد الشعبي،التي صارت مدوّنةً كبرى توثقُ بطولات المقاتلين وزحفهم وتسجل استشهاد الابطال على ارض العراق،وقد ضمّت حشود المقاتلين من كل أطياف العراق،
جاءت هذه الدراسة الرائدة لتتناول هذه المدونة الشعرية بالمعاينة والتامّل والدرس والتحليل،وقد خصصت الباحثة خمسة فصول،
تناول فصل الدراسة الموضوعيةَ بمبحثين مترابطين،ثمّ آثرت الباحثة أن تركز على الدراسة الفنّية؛ لأنّها تميّز الخصائص الفنية وتُبرّزُ شعرية النصوص الحشدية،فوقفت هذه الفصول الأربعة عند البناء الفني وعند اللغة والأُسلوب،وعنند البناء الإيقاعي ، ،واخرها استوعب الأداء البلاغي ،وكل فصلٍ من هذه الفصول الفنية تشكّل من مبحثين،وقد عوّلت الباحثة على التطبيقات الواسعة المُعزّزة بالتحليل البنائي او الإيقاعي او البلاغي.
وخُتمت هذه الدراسةُ بأبرزِ النتائج التي توصلت إلبها الباحثة،ومنها السبق البحثي أي: الجدة والأصالة، إذ لا توجد دراسة علمية سابقة استوعبت عناصر شعرية هذه المدونة
،ومنها أن الإنتاجَ الشعري ظلّ متدفقا حتى بعد إنتهاء المعركة وتحقيق النصر المؤزّر على العصابت الإرهابية،إذ ظلّت قرائح الشعراء فياضةً في كُلّ مناسبة تخصّ فتوى الجهاد وتأسيس الحشد الشعبي والإشادة بالمرجعية العُليا الرشيدة،وما إلى ذلك.
أشرف على هذه الرسالةِ عالم من علماء الادب العربي، وناقد معرفي له باع طويل في دراسة الخطاب العربي والاجنبي، وهو الأستاذ الدكتور خالد محمد صالح الذي اقترح هذا الموضوعَ الذي حظي بموافقة اللجنة العلمية وإعجاب الآخرين من ذوي الاختصاص.




