ناقشت رسالة الماجستير في قسم التاريخ بكلية التربية جامعة ميسان والموسومة (انتفاضة ١٥خرداد(حزيران) ١٩٦٣ واثرها في التطورات السياسية في ايران) للطالبة (سارة فارس أجليب) وبإشراف الأستاذ الدكتور (أمير علي حسين).
تضمنت الرسالة المؤسسة الدينية التي تمثل قيم إسلامية يؤمن بها الشعب الإيراني، لذا فلا عجب أن يتفاعل المجتمع مع مواقفها من القضايا العامة، لتكتسب مواقفها ثقلاً كبيراً في معالجة المسائل المطروحة لا سيما في أوقات الأزمات،
بينت الرسالة الثقل السياسي للمؤسسة الدينية في إيران، فهي تمتلك من القوة ما يوازي أي جهة أخرى، فهي تمتلك الكثير من التفرد والتميز سواء في مواقفها أو تركيبها وبناءها، تكمن أهمية المؤسسة الدينية في كونها واكبت أحداث وتطورات أثرت في الموقف السياسي في إيران ليس فقط على سياستها الداخلية، أنما تعداه إلى سياستها الخارجية، فكانت انتفاضة الخامس من حزيران هي الانعطافة المهمة في تاريخ إيران السياسي المعاصر، من خلال المواقف الراسخة لكبار علماء الدين، التي أرادت تنظيم المجتمع على أسس الدين، فكونت هذه الانتفاضة المزيج الحقيقي بين الدين والسياسة.
وتوصلت الرسالة الى مجموعة من الاستنتاجات:
١. انطلقت انتفاضة الخامس من حزيران 1963 من أواسط دينية بحته بعيداً عن المؤثرات الغربية ودعاياتها السياسية، فكانت انتفاضة عفوية غير مخطط لها مسبقاً، إذ أنها جاءت رداً على اعتقال السيد الخميني، فشكلت تلك الانتفاضة الحلقة المؤثرة في علاقة المؤسسة الدينية في داخل إيران وخارجها.
٢. لم تستطيع الحكومة الإيرانية أيقاف صدى انتفاضة الخامس من حزيران رغم القضاء عليها، وأعتقال علماء الدين البارزين لذلك عملت على التقليل من قيمة الانتفاضة وتشويهها ، باتهام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتمويلها، لخلق النعرات المذهبية بين البلدين وزعزعة القاعدة الشعبية للسيد الخميني.
٣. تعد انتفاضة الخامس من حزيران ١٩٦٣ الحجر الأَول في قيام الجمهورية الإسلامية عام 1979 ونهاية الملكية في إيران، فهي الأساس الذي قامت عليه دعائم الجمهورية الإسلامية، فأنتجت انتفاضة الخامس من حزيران ثورة إسلامية تعد واحدة من اهم الثورات العالمية في القرن العشرين، إذ مهدت الطريق لتأسيس كيان سياسي جديد مبني على الأسس والقيم الإسلامية التي زرعتها.
