ناقشت رسالة ماجستير في كلية التربية بجامعة ميسان قسم الجغرافية. الموسومة (قوة مؤسسات الدولة في محافظة ميسان وفق نظرية المركز الأطراف في مقدمة ابن خلدون – دراسة في الجغرافية السياسية)
للطالب (مصطفى كامل عبد احمد)
بإشراف الأستاذ الدكتور ( ضحى لعيبي كاظم السدخان) .
وتضمنت الرسالة خمسة فصول وهي كالآتي :
*فصل اول : التأصيل النظري والمفاهيمي والتاريخي للرسالة وبيان المشكلة التي هي أساس نظرية القرب والبعد عن المركز ومدى قوة مؤسسات الدولة في المحافظة. وتاريخ تلك النظرية وفقا لمفهوم ابن خلدون في بعد وقرب مراكز المدن وتوظيفها جيوسياسيا.
*الفصل الثاني: تأثير العوامل الطبيعية والبشرية على اداء مؤسسات الدولة وعلاقتها في فرض قوة أصحاب القرار في فرض الأمن والاستقرار.
*الفصل الثالث : بيان أداء المؤسسات الأمنية وفقا لنظرية ابن خلدون ورؤيته لها وهل تستطع الدولة ان تفرض قوتها على المدن البعيدة عن مصدر القرار السياسي.
*الفصل الرابع: أداء المؤسسات الاجتماعية الخدمية وهل يؤدي أصحاب القرار السياسي الالتزامات الواجبة بعيدا عن تدخل جهات أخرى وهل فرض القانون ببنوده عل قرارات وسطوة العشيرة وعدم تدخلها في شؤون السلطة المحلية.
*الفصل الخامس : بيان أداء ضعف المؤسسات الأمنية والخدمية في محافظة ميسان وفق إجراء مقارنة تلك الخدمات الموجودة في الوحدات الإدارية في المحافظة مع مركز المحافظة.
تهدف الرسالة : إلى بيان قوة او ضعف المدن وفقا لقربها او بعدها عن مركز القرار السياسي. وهل قوة الدولة جيوسياسيا تحكمه دول الجوار الجغرافي وما ينتج عن ذلك من جرائم منها تهريب المخدرات.
أكدت الرسالة : على ان قوة مؤسسات الدولة تتباين من محافظة الى أخرى وفقا لقربها او بعدها عن المركز. وهذا ما اكدته الدراسة الميدانية من خلال عدد الجرائم وسوء الإدارة والخدمات التي تعاني منها المحافظة بأغلب مفاصلها سيما الأمنية.
شملت الدراسة؛ عدد من المدن للمقارنة مع واقع محافظة ميسان وقوة مؤسساتها الخدمية والأمنية لبيان واقع تباين القرار السياسي وقوة السلطة الحاكمة في فرض سطوتها على المدن كلما كانت قريبة منها.
استنتجت الرسالة:
١. الى ان قوة او ضعف المدن يكمن في القرب او البعد عن مركز القرار السياسي.
٢. وتهدف الرسالة إلى تحديد ظاهرة التباين المكاني لأداء وقوة مؤسسات الدولة في ميسان من خلال تطبيق نظرية المركز والأطراف للعلامة ابن خلدون ودراسة واقع الخدمات الأمنية والصحية والتعليمية والخدمية الأخرى لمؤسسات الدولة العراقية في المحافظة وتحليل واقع الأطراف إذ استفحال العشائرية وأثرها في عرقلة أداء المؤسسات العامة فضلا عن دراسة أداء المؤسسات في الوحدات الإدارية التابعة لمحافظة ميسان ، أما أهمية الدراسة فتنبع من أهمية مفهومي المركز والأطراف في تفسير نشأة الحضارات والدول وسيادتها ثم كيفية اضمحلالها وانحلالها بدءا من الأطراف .
٣- انطباق نظرية ابن خلدون على أداء المؤسسات العامة في محافظة ميسان ضمن الدولة إذ تعاني مؤسسات الدولة في ميسان من ضعف الأداء مقارنة بالمحافظات الأقرب إلى مركز القرار اي أن للبعد والقرب من المركز تأثير سلبي إلا أن النظرية لاتنطبق على محافظة البصرة الابعد عن المركز لأسباب تتعلق بالاهتمام الحكومي الخاص كونها الميناء الوحيد للدولة فضلا عن عادات وتقاليد سكانها التي تختلف عن المحافظات الأخرى سوى الأجزاء الشمالية منها.
٤- تعاني المحافظة من أحوال سيئة للغاية فيما يخص أحوال الصحة العامة إذ يظهر للمشاهد تراكم النفايات وفضلات الحياة اليومية في الشوارع والاحياء السكنية ويعود السبب في ذلك لإهمال الدوائر المسؤولة عن النظافة العامة وقلة الوعي الثقافي والصحي لسكان المحافظة.
٥- تعد محافظة ميسان اكبر المحافظات الطاردة للسكان وتختلف الأسباب في ذلك عبر المدد الزمنية إلا أن النتيجة واحدة ومستمرة وهي بروز العشائرية والاخفاقات الأمنية والسياسية في المحافظة.
٦- تعد محافظة ميسان من أفقر محافظات العراق فضلا عن توافر الثروات النفطية ووجود منفذ حدودي ويعد ذلك مؤشر في الإهمال الحكومي لهذه المحافظة.
٧- أظهرت النظرية توافقها بأن الوحدات الإدارية التابعة لمحافظة ميسان عند مقارنة أداء المؤسسات العامة مع مركز المحافظة إذ يقل أداء المؤسسات العامة كلما ابتعدنا عن مركز المحافظة جنوبا كما لاتنطبق النظرية على مناطق شمال المحافظة لأسباب تتعلق بقربها من مركز الدولة وارتباط سكانها بمحافظة واسط اذا المواريث الاجتماعية والثقافية لاسيما السنن العشائرية فضلا عن طبيعة السطح وقلة أعداد السكان مقارنة بالمناطق الأخرى من المحافظة.