رسالة ماجستير في كلية التربية/ جامعة ميسان تناقش (تقنيات السَّرد ودلالات حضورها في أعمال سعدون جبار البيضاني)

بحثت في جامعة ميسان /كلية التربية رسالة الماجستير الموسومة : (تقنيات السَّرد ودلالات حضورها في أعمال سعدون جبار البيضاني) والتي تقدم بها طالب الدراسات العليا( بسام علي حسين) وبإشراف الاستاذ الدكتور(خالد محمد صالح) تهدف الرسالة الى الكشف عن حضورِ تجربة الحداثة العالمية في التقنيات السردية، التي يمكن عدها مكتسبات مهمة للتجربة الروائية عموماً، مثل: تيار الوعي، التزامن، تقطيع المتصل الخطي، إزاحة مركز ثقل السرد من الشخص العالم بكل شيء، إلى المتكلم أو المخاطب، دون الحاجة إلى وساطة صيغ المذكرات، أو الرسائل، أو ما شابهها، في الوقت الذي أرست فيه إلغاء الحبكة والتماسك السردي. ويمكن ملاحظة أن الدراسات النقدية المعاصرة لم تعد تنظر إلى تقنيات السرد في الإبداعات القصصية بوصفها تطبيقات جامدة لابد من توافرها في كل عمل إبداعي، أو مجرد هياكل جوفاء مهمتها الوحيدة استكمال عملية الإعداد والإخراج في الرواية، بل صار ينظر إليها بوصفها جزءً ضروريا وحيويا من أجزاء البنية الأساسية للعمل القصصي، خصوصا عنصر الزمن الروائي في علاقته بالبنيات الزمانية التاريخية. وهذا ما دفعنا إلى البحث عن هيمنة عناصر الزمن، والفضاء والسرد، والشخصيات، وطرق تشكيلها في أعمال سعدون جبار البيضاني.وتناولت الرسالة تحليل النصوص على وفق زاوية جديدة وهي تحاول من خلال الإفادة من أطروحات نظرية السرد، مقاربة التقنيات السردية في القصة والرواية العراقية الجديدة، من خلال نصوص سعدون جبار البيضاني، وبموجب هذه الدراسة يحاول الباحث الكشف عن التقنيات السردية الموظّفة من جهة، وتمظهرات حداثة القصة والرواية العراقية من جهة أخرى، وقد يكون تتبع الدراسة لتقنيات السرد في أعمال سعدون جبار البيضاني محاولة للإجابة عن إشكالات منها: ما المراحل التي مرت بها الرواية والقصة العراقية من حيث تطورها الفني؟ وما دور عناصر الزمن والفضاء والسرد والشخصيات في تشكيل البناء السردي الحديث، بوصفها تقنيات لأعمال البيضاني؟ وهل يمكن القول إن سرود البيضاني استطاعت استغلال هذه التقنيات كما ينبغي، بعدّها محركات فاعلة للنهوض بفنية القصة والرواية العراقية وبينت نتائج الرسالة أمور عديدة منها إنّ التقنية السردية بوصفها مفهوماً أدبياً، تم توظيفها لخلق عالم سردي يحقق التواصل مع المرسل إليه عبر عملية الإخبار وكشفت سرود البيضاني عن البعد الاجتماعي والايديولوجي للإنسان العراقي والجنوبي منه على وجه التحديد، من خلال وعيه بالواقع الاليم وتجسيده لحجم المعاناة والويلات، التي تعرض لها المجتمع ابان الحروب العبثية. وصيغ الخطابات السردية :(المسرودة، والمنقولة، والمحولة)، قد تباين حضورها وفقاً لتولي الراوي طريقة نقله اقوال الشخصيات، ومزجه بين صيغ خطابها، فهو بين ان يكون راوياً مهيمناً بصيغة الغائب يمزج بين اقوالهم وآرائهم، وبين ان يكون راوياً عليماً داخل الاحداث يكون ذا فاعلية مطلقة في نقل تلك الأقوال، وهذه الأقوال مهما تنوعت لا يمكن بأي صورة عزلها عن قول السارد.إنَّ تعدد الرؤى التي وظفها البيضاني لتعبر عن وجهات نظر مختلفة، أدَّى إلى أن تتعدّد الأصوات الساردة، والاحداث، والآراء، والشخصيات، وكان هذا سبباً في غياب الصوت الوحيد، والاعتماد على تناوب الأصوات السردية .وقد حاول البيضاني في توظيفه للشخصيات الروائية، أن يكون أكثر ملامسة للواقع وتصويراً للأحداث بعيدا عن التشعب والتصنع، ليعبّر عن ذلك الواقع المعيش.وشكَّلَ الوصف بنوعيه الخارجي والداخلي حيزاً واسعاً في سرود البيضاني، من خلال تصوير البعد الجسمي أو الكيان المادي لشخصياته، كما ركَّز على وصف الناحية النفسية، فتراوحت بين الشخصيات الرئيسة، والثانوية، والهامشية، وقد كانت سلبية مرة وإيجابية مرة أخرى، فساعدت على خلق الأحداث وتطورها عبر تعالقها بالعناصر الأخرى المكوّنة للسرد .